العدد 3246
الأحد 03 سبتمبر 2017
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
حلم الشيطان
الأحد 03 سبتمبر 2017

وسط انشغال العرب بأزماتهم وخلافاتهم، وبينما هم يكافحون من أجل إصلاح ما أتلفه مشروع “الدمار العربي 2011”، يكثف الكيان الصهيوني نشاطه الاستيطاني بوتيرة غير مسبوقة، ليعلو ضجيج الجرافات على أصوات الإدانة التي لم يعد لها أي تأثير يذكر.

البيانات الشاجبة التي تصدرها الدول العربية مع كل إعلان عن مشروع استيطاني جديد لم تردع الكيان الصهيوني قط، ولن تثنيه أبدًا عن سعيه المحموم نحو تحقيق حلمه الشيطاني بتأسيس “إسرائيل الكبرى” وطنا لليهود يمتد من النيل إلى الفرات. ذلك الحلم المتطرف، الذي راود كل من تعاقب على زعامة العصابة الصهيونية، يتوارثه رؤساء حكومات الكيان المغتصب، فيقوم كل واحد منهم بوضع بصمته الدنسة على هذا المشروع “التوراتي” السياسي التوسعي.

نتنياهو، الذي يعتبر إسحاق شارون معمله وملهمه ومثله الأعلى، عاهد نفسه وأتباعه من متطرفي الليكود على أن يضع الكيان الصهيوني على بعد خطوات قليلة من “أرض الميعاد”، مستغلا الهزات التي عصفت بالعالم العربي منذ 2011، والتي كان للصهاينة ضلع فيها، فهم كما عهدناهم يمكرون لعقود وقرون قادمة، ويستغلون نقاط ضعفنا ويضعفون نقاط قوتنا لتسهل عليهم مهمتم ويدنو إليهم حلمهم.

واليوم نجدهم يسرعون من وتيرة تخطيطهم الشيطاني في غفلة منا، ووصلت درجة استخفافهم بنا إلى أن يرسلوا جنديا منهم يخدم في فرقة المستعربين بالموساد إلى بنغازي ليلتحق بصفوف “داعش” هناك، فنصبوه إماما لأحد المساجد يدعوه الناس بأبي حفص!

هذه القصة المؤسفة أثارت دهشة صحيفة “البلاد” الإسبانية، التي استغربت من نجاح عميل إسرائيلي في التغلغل بيننا ليتحول من عنصر عادي إلى إمام مسجد فقائد لجماعة داعشية دموية رفعت “الحرب على مصر وتحريرها”  شعارا لها!.. مما يشير إلى مدى استخفاف الصهاينة بعقول شبابنا.

الإسرائيليون لم يكتفوا باغتصاب الأرض وقتل الأبرياء فحسب، بل حتى دور الحضانة والمدارس الفلسطينية لم تسلم من أذاهم، في الأسبوع الماضي أدان الاتحاد الأوروبي مصادرتهم روضة أطفال وهدمهم مدرسة ابتدائية وقطعهم الكهرباء عن مدرسة أخرى في الضفة المحتلة.

كما عزز الاحتلال أمس الأول سلطات المستوطنين بالخليل، في خطوة وصفها بنو جلدتهم من حركة “السلام الآن” بأنها “ تشرع نظام الفصل العنصري في المدينة”، وفيما يرتكب الصهاينة أبشع وأقذر الجرائم بحقنا يدعون أنهم يسعون إلى السلام لكنهم لا يجدون شريكا ليتفاوضوا معه!

من المؤسف أن هذه الحجة الواهية تنطلي على كثيرين ممن يعتبرون أنفسهم جزءا من “العالم المتحضر”، الذي لم يعد حتى ينظر إلينا بعين الشفقة بسبب تفرقنا وتشتتنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .