+A
A-

النموذج المروري 2040 ينظم أولويات صناع القرار

أكد ممثلون من وزارتي الأشغال والمواصلات ومن الإدارة العامة للمرور أن النموذج المروري للنقل 2040 سوف يساعد صناع القرار في ترتيب أولوياتهم بالنسبة لمشروعات النقل، وأن مملكة البحرين تمتلك إدارة عالية الكفاءة في شبكة الطرق، ويعد النموذج متكاملا تقع تحت طائلته العديد من المشروعات المستقبلية التي سوف تساهم في تطور شبكة الطرق في مملكة البحرين وحل العديد من المشكلات المرورية، موضحين أن هذا النموذج يتم تحديثه كل خمس سنوات ليواكب التطور الحاصل على شبكة الطرق.

النموذج المروري يحدد ملامح مشروعات النقل المستقبلية...50% من السيارات في مملكة البحرين يمتلكها مقيمون وزوار البحرين وفقاً لإحصائيات هذا العام.... مطلوب تطبيق سياسات لتقنين عدد المركبات على شوارع البحرين تلك كانت بعض ملامح الحوار في (مجلس بنا الإعلامي) بوكالة أنباء البحرين الذي عقد ندوة حوارية بعنوان "النموذج المروري للنقل 2040 هل يطور شبكة الطرق ويحل المشكلات المرورية "؟ .

مثل الندوة من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني كل من مدير إدارة تخطيط وتصميم الطرق المهندس كاظم عبد اللطيف، ومدير تحديث نموذج النقل وإعداد خطة النقل الاستراتيجية لمملكة البحرين المهندس حسام عبد السلام، ومن وزارة المواصلات والاتصالات كل من مستشار الوزير- النقل البري- الدكتور عبد الرحمن الجناحي، والمهندس العام الأول للنقل البري حسين يعقوب، بينما مثل الإدارة العامة للمرور كل من مدير إدارة العمليات والمراقبة المرورية المقدم عادل الدوسري، ورئيس فرع الهندسة المرورية المهندسة هلا الجودر.



ماهية النموذج المروري للنقل؟

بدأت الندوة بالمحور الأول الخاص بماهية النموذج المروري للنقل؟، حيث أكد المهندس كاظم عبد اللطيف من وزارة الاشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني أن النموذج المروري استحدثته مملكة البحرين من بداية الثمانيات، حيث أنجزت شؤون الطرق في ذلك الوقت عام 1981 اول نموذج مروري ثم أعيد هيكلته من جديد في مطلع التسعينيات، مشيراً إلى أنه في عام 1995 تم تطوير النموذج بشكل كبير، الذي أعيد تحديثه ايضا في عام 2003 ، موضحا ضرورة تحديث النموذج بشكل دوري ليتزامن مع الإحصاء السكاني ، مؤكداً أن النموذج المروري يحتوي على المعلومات الخاصة بشبكة الطرق سواء الحالية أو المستقبلية التي تكشف التأثيرات المرورية سلبية كانت أم إيجابية.

وأوضح عبد اللطيف أن النموذج المروري يتمثل في برنامج على الحاسوب يوضح شبكة الطرق في البحرين بكافة تفاصيلها وحركة السيارات على الشبكة، ووفقاً للمعلومات على هذه الشبكة تتخذ القرارات، مشيراً إلى ان إزالة بعض الدورات في المنامة وخارجها وتغييرها إلى إشارة ضوئية تم بناء على معلومات النموذج المروري السابق.

وبدوره أكد المهندس حسام عبد السلام أن النموذج المروري هو أحد النماذج الرياضية للنقل على الحاسب الآلي، والتي تتمثل المدخلات الخاصة به في البيانات السكانية الديمغرافية، والأنشطة الاقتصادية واستخدامات الأراضي ، مشيراً إلى أن أهم مهمات هذا النموذج تتمثل في تطوير أداء للوضع الحالي.

ويوضح عبد السلام أنه حتى يساهم نموذج النقل المروري في تطوير الأداء، تقوم وزارة الأشغال بجمع البيانات للوضع الحالي ثم نبني النموذج خلال التوقعات لاستخدام الأراضي المستقبلية ، والتوقعات للبيانات الديمغرافية وتعداد السكان المستقبلي والأنشطة الاقتصادية وفقا للرؤية الموضوعية والرؤية المستقبلية، مشيراً إلى أن كل هذه الإجراءات تمكن من استنتاج المتطلبات المقبلة للبنية التحتية للنقل، مؤكداً أن الحديث عن مخطط النقل لا ينحصر في شبكة الطرق وحركة سير الحافلات فحسب، وانما يتضمن مجموعة من الاستراتيجيات والسياسيات المكملة التي تضمن التوازن ما بين العرض والطلب في المستقبل.

ومن جانبه أكد مستشار وزير المواصلات الدكتور عبد الرحمن الجناحي أن النموذج المروري للنقل يعطي صورة شاملة لما يحدث على شبكة التنقل في مملكة البحرين، موضحا ً أن هذا النموذج يكشف نسبة الذين يستخدمون السيارات الخاصة والأجرة وأيضا مستخدمي شاحنات البضائع على شبكة الطرق، مشيراً إلى أن النموذج يكشف أيضا التطورات المتوقعة على شبكة الطرق عقب عشر سنوات، مؤكداً أن نتائج هذا النموذج سوف تساعد صناع القرار في مملكة البحرين على تصنيف أولويات مشروعات النقل وترتيبها.

وناقش المحور الثاني ( تطوير الشبكة وتنفيذ المشروعات ) الإيجابيات المباشرة لهذا النموذج في المرحلة المقبلة 

وفي هذا الشأن أكد مدير إدارة العمليات والمراقبة المرورية المقدم عادل الدوسري أن النموذج حقق الكثير من الإيجابيات في الآونة الأخيرة تكمن في تطوير شبكة الطرق، وتنفيذ مشروعات النقل التطويرية، من أمثلتها مشروع النقل العام الذي خطى بخطوات واسعة في المملكة عقب تطويره، حيث أرتفع عدد مستخدمي الباصات من المواطنين، بينما انخفضت نسبة الجاليات الأجنبية التي كانت تستخدم باصات النقل العام، موضحاً أن مستخدمي الطرق في البحرين كل ما يهدفون إليه الوصول إلى غايتهم.

ومن جانبه أكد المهندس حسام عبد السلام أن جميع المشاريع التي يتم تنفيذها الآن هي نتاج ما تم في نموذج النقل السابق، وأن خطوط النقل العام والحافلات ومساراتها هي نتاج لهذا النموذج الذي تم تطويره.

مؤكدا أن الوضع الحالي هو نتاج النموذج السابق الأن والمطلوب في المستقبل القريب والمتوسط وطويل الأمد، وأن النموذج الأن لابد أن يطور للوصول إلى الخطط المتوقعة في المستقبل القريب.

بينما أكد الدكتور عبد الرحمن الجناحي أن المواطن ليس له علاقة مباشرة بالنموذج الرياضي ، وله الحق في الحصول على خدمة متميزة في التنقل بمعايير ومقاييس تضاهي مواصفات المقاييس العالمية مشيراً إلى أن مملكة البحرين تمتلك إدارة عالية الكفاءة في شبكة الطرق: مضيفاً " أن هذا لا يعني أنه ليس هناك بعض جوانب النقص، ولكن النموذج يوضح اين يمكن أن يكون هناك جوانب التطوير، فعلى سبيل المثال بالنسبة للمشروع الجديد الخاص بوجود قطار بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ، فالنموذج المروري يطلعنا على الموقع الأفضل لوضع المحطات لعدم التأثير على حركة المرور ،أتوقع مستقبل افضل بوجود نموذج يقدم خدمة متميزة للمواطن".

ويرى المهندس حسين يعقوب أن النموذج المروري يساهم في تطوير شبكة الطرق ورفع كفاءتها، مؤكداً على دور وزارة الأشغال في الخروج بعدة مبادرات لعدة مشروعات تهدف لإيجاد حلول سريعة لمشكلات تغطية شبكة الطرق في بعض المناطق، مشيراً إلى أن نسبة كفاءة شبكة الطرق في مملكة البحرين تبلغ 73%، وأن المملكة لاتزال بحاجة إلى درجة كفاءة أعلى، وتحقيق هذه الكفاءة مرتبط بالاستثمار متسائلا هل هذا الاستثمار مرتبط ببناء الشوارع أم الأفضل توجيه بعض الأموال إلى الاستثمار في النقل العام ، وما هو دور القطاع الخاص في الاستثمار في النقل العام هل يعد دورا مفتوحاً؟

واضاف : " نحن في وزارة المواصلات نفكر في تطوير الشبكة الحالية كهدف رئيسي ،ونعاني من عدم وجود الخدمات الأرضية في بعض المناطق، وفي رأيي ان تغطية الشبكة لابد أن تصل إلى عمق المناطق السكنية هذه التغطية تساعدنا للوصول لأكبر شريحة من المواطنين والمقيمين لأن طبيعة الطقس في البحرين والبيئة البحرينية تجعل المواطن يستكثر السير ولو 100 متر"، مؤكدا أن النموذج يساعد الوزارات والجهات المعنية لمراجعة كفاءة الشبكة.



تطبيق سياسات

وعن المحور الثالث وإمكانية وضع تشريعات للتقنين من عدد السيارات على شوارع المملكة أكد المهندس كاظم عبد اللطيف أنه وفقاً للإحصائيات التي أصدرتها الإدارة العامة للمرور في هذا العام فان في البحرين أكثر من 658 الف مركبة حوالي 50% منها يمتلكها مقيمون وزوار البحرين، مشيراً إلى أن وضع تشريعات لتقنين عدد السيارات على شوارع البحرين يعد أمراً عسيراً ، موضحاً أن بعض البلدان تفرض على الجاليات المقيمة شروطاً للحصول على رخص القيادة وعلى امتلاك سيارة مما يقنن من عدد السيارات على الشوارع بأسلوب غير مباشر.

وشاركته في الرأي المهندسة هلا الجودر مؤكدة صعوبة وضع تشريعات تهدف إلى تقنين عدد السيارات في البحرين، موضحة أنه يمكن الوصول إلى هذا التقنين بتنظيم الحركة المرورية على الشوارع عقب تطوير الطرق، مشيرة إلى أن تقنين عدد السيارات مرتبط بجوانب اقتصادية واجتماعية.

ومن جهة أخرى أكد المشاركون أن مملكة البحرين من أعلى ست دول في العالم في الكثافة السكانية، فلابد الى الاتجاه لتطوير المواصلات العامة ، وأوضحوا أن الحكومات في أكثر بلدان العالم تدعم المواصلات العامة، وأن هناك سياسات تفرضها بعض الدول للتقنين من استخدام السيارات الخاصة منها فرض الضرائب على اقتناء السيارات، ورفع سعر البترول، ورفع أسعار تسجيل السيارات، والصيانة، بالإضافة إلى فرض رسوم على سائقي السيارات عند المرور في بعض الشوارع، موضحين أن من المهم قبل تقنين عدد المركبات التفكير في البدائل، مشيدين بدور وزارة المواصلات في تطوير باصات النقل العام وتحفيز بعض المواطنين لاستخدام الباصات بدلاً من السيارات الخاصة، مؤكدين أن حرية التنقل مكفولة دستوريا لكل مواطن ومقيم.

وتوقف الحديث في " مجلس بنا الإعلامي"، ولا تزال الرؤية المستقبلية للنموذج المروري 2040 تحمل الكثير من الطموح لتحقيق مشروعات النقل 

التي تمنح المواطن والمقيم خدمات متميزة، وتساهم في رفع المستوى الاقتصادي للمملكة وتشارك في التنمية المستدامة.