العدد 3202
الجمعة 21 يوليو 2017
banner
صب الزيت على الأقطار العربية
الجمعة 21 يوليو 2017

ما إن تحدث أزمة أو عدم اتفاق بين الأقطار العربية إلا ونطفة الشر الإيرانية ودار النفاق والإجرام تلقي ظلالها عليها، نعم إنها مناسبات تثلج الصدر الإيراني المليء بالكره والحقد على كل ما هو عربي، ولا يستطيع قادة النظام الإيراني الدينيون والسياسيون والعسكريون أن يعيشوا في مناخ الحق والحريات ولا يمكنهم أن يستظلوا بظلال مبادئ حقوق الإنسان، الحقوق التي أقرتها جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية والمواثيق الأممية، فكل خلاف بيننا هو باب لتدخلاتهم، ومدعاة لسلب وحدة أمتنا العربية لتحقيق بغية النظام الإيراني لتعود هذه الأمة إلى ربوع الجاهلية.

النظام الإيراني يصب الزيت على النار وهو بالخفاء، فهو لا يمكنه أن يرى الأمن والاستقرار القائم في هذه المنطقة، ولا يستطيع أن يرى شعبها العربي يكن الحُب والتقدير والتأييد لقياداته، وتناسى هؤلاء أن العروبة تسري في دم الشعب العربي أينما كان في مشرق الوطن العربي ومغربه، وسبب رفض الشعب الأحوازي سلطة النظام الإيراني عليه لأنه شعبٌ عربي، فمعادلة العروبة صعبة على نهج النظام الإيراني القائم على الطائفية والتمزق المذهبي.

فهاهو النظام الإيراني يتدخل متسترًا بالحياد الكاذب مُنتظرًا أن يقطف ثمار هذه الأزمة، يتراءى له أن غنيمته هذه المرة ستقع في حضنه بعد أن استباح مُقدسات العراق وذبح المُسلمين والأيزيديين والمسيحيين وانتهك أعراضهم وطردهم من ديارهم، وفتك بسوريا وفتت شعبها قتلاً وتشريدًا وتمكن من قرارها السياسي وسرق سيادتها الوطنية، وبعد أن تبين فشل مخططاته وتآمراته في البحرين والسعودية والإمارات والكويت واليمن هاهو يتشدق بحقوق السيادة الوطنية لدولة قطر وينسى جرائمه بحق الشعوب الإيرانية وعدم تقيده بحرية التعبير والأديان ومبادئ حقوق الإنسان.

اليوم النظام الإيراني يقف مع قطر ضد شقيقاتها، ساعيًا إلى نصحها بعدم الحوار والتنازل وعدم التوصل إلى تفاهمات حول مطالب شقيقاتها، متحدثا عن شروط تعجيزية، وأنها ضد مصلحة قطر الوطنية وتتعارض مع سيادتها على أراضيها، وهذه النصيحة الإيرانية الفاسدة هدفها إفساد العلاقات الخليجية العربية، لقد وقعت القيادة القطرية في فخ النظام الإيراني من خلال عدد من المواقف السابقة أعدها وصممها النظام الإيراني لمثل هذه اللحظات. إن القيادات الخليجية والعربية والشعب العربي يدرك جيدًا أن النظام الإيراني ليس جزءًا من حل الأزمة بل هو السبب الأول في كل ما تعيشه المنطقة الخليجية والعربية من أزمات ومشاكل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .