+A
A-

قاسم حداد في ملتقى " ميوز لاونج" الثقافي

أين يضع الشاعر قدمه الآن وهو على عتبة تاريخ فاجع للتحولات؛ أوطان تزول وأخرى تلتهب بالتعصب وثالثة لم يعد بإمكان الفرد أن يتماهى معها. هل يستعيد التاريخ مسقطا إياه على الحاضر؟ هل يلجأ إلى شعوره الفرد؟ ما يختاره الشاعر البحريني قاسم حداد أن يدمج السيرة الفردة بتاريخ آخر للتفرد والبحث، للقلق الوجودي والصراع في مواجهة الجماعة، المقدس يصبح قادرا للظهور في الإنسان الشاعر معمدا بلهب الكلمة.

هكذا جاء صوت حداد في الأمسية التي افتتح بها الملتقى الثقافي «ميوز لاونج» بالكويت أولى فعالياته التي شهدها حضور كبير من جمهور الشعر والأدب.

قدم للأمسية الشاعر مسفر الدوسري، وألقى حداد أشعاره على أنغام العود بمصاحبة العازف أحمد الراشد، وعلى هامش الأمسية كان ثمة معرض تشكيلي من أعمال طفول حداد.

في كلمتها مقدمة لاحتفال «ملتقى أمسيات» بفعاليته الأولى، قالت خديجة الشمري ان الملتقى حرص على البداية بما «يتوج بالجمال، وهو ما دفع أعضاءه للتفكير في إطلالة مختلفة ومغايرة، لذا كان علينا أن نختار ما هو مختلف ومتفرد. إذا فلا خيار أجمل من أن يكون قاسم حداد بيننا

حداد قرأ مجموعة من قصائده «زهرة العنفوان»، و«نظام الكلام»، و«نهاية الأرب» و«ما البحرين»، حيث تقف أمام ميلاد مشترك للقصيدة والشاعر، للإنسان والأرض. يستعيد حداد مفردات التاريخ، بيئة الصحراء والبحر، مناخ النبوءة، فيما يشبه ميلاد أسطورة تتجاوز الزمن ولا تسقط فيه، حيث الكلمات مفتوحة على التأويل

عقب الأمسية كان للجمهور موعد في حوار مع الشاعر، إذ دعاه الروائي إسماعيل فهد إسماعيل للحديث عن كتابه حول الفنان «فان غوخ»، حيث بسط حداد رحلته معه منذ اطلاعه على ملف خاص به في مجلة الهلال المصرية، ثم استئناف هذه الرحلة في الثمانينات حيث أعاد قراءته واكتشافه. رأى حداد في تجربة فان غوخ غير العادي إنسانيا، فقد بدأ الرسم بعد الثلاثين، ومات في عمر 37 سنة، وكل منجزاته الفنية ولوحاته أنجزت في 7 سنوات

كما تحدث حداد عن رسائل فان غوخ التي اعتبرت ذات قيمة عالية لما تضمنته من تجربة إنسانية فريدة

واستكمالا للحديث عن تجربته مع كتاب «أيها الفحم يا سيدي» حول رحلة وحياة فان غوخ قال حداد إنه وجد نفسه مدفوعا لقراءة المشهد السياسي والثقافي في أوروبا، واكتشاف ثورات الربيع الأوروبي، معتبرا أن تجربته في نص «أيها الفحم يا سيدي» هي تحية شعرية لفنان تشكيلي.

يرى حداد في سير تناولها شعرا وكتابة مثل طرفة بن العبد ومجنون ليلى وفان غوخ أنه وجدها خارج الزمن والوقت والمكان، قادرة على التواصل معه متجاوزة حدودها، ومثرية تجربته الشعرية والجمالية