السيادة هي إشراف الدولة على أراضيها دون تدخل أو اعتداء من أحد، وتقوم الدولة بتنظيم علاقاتها الخارجية مع الدول الأخرى بما ينسجم ويُحقق مصالحها الوطنية والقومية ولا يُعرض سيادتها للضرر والاختراق وبما يحفظ خصوصيتها الوطنية من دون أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وتعتبر إحدى مقومات الدولة الأساسية التي تبني عليها نظرية الدولة في الفكر السياسي والقانوني، وإحدى أهم أسس التنظيم الدولي التي تنظم العلاقات بين الدول وتحدد حقوقها وواجباتها.
وتتحقق سيادة الدولة في الداخل بفرض أنظمتها وقوانينها على محافظاتها ومدنها وعلى مواطنيها والمقيمين على أرضها، وتمثل السيادة استقلالية الدولة في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية وبما يتفق مع القوانين الدولية ومواثيقها في تنظيم العلاقات السياسية مع الدول الأخرى، وبما يضمن عدم تدخل الآخرين في سيادتها وسياستها وكل شؤونها إلا من خلال التحالفات والعلاقات وتبادل الخبرات في كل المجالات المتاحة بين الدول، مع الالتزام بمبادئ وميثاق هيئة الأمم المتحدة.
ما جرى في المكالمة الهاتفية بين المستشار القطري وأحد الفارين هو تدخل في شأن السيادة الوطنية لمملكة البحرين، إذ ليس من صلاحية أية دولة في العالم أو شخص أو منظمة التدخل في الشؤون السياسية والأمنية والقضائية والاقتصادية البحرينية، وما يحدث في البحرين هو بحريني بين أهلها، ولا يجوز شرعًا وقانونيًا أن يتحدث شخص ما عن أحداث بلاده وينقل ما يجري على ساحتها لأيٍ كان، وهذا الأمر يُعتبر تخابرا يُحرمه الشرع ويُجرمه القانون ويُعاقب عليه، وهذه المكالمة الهاتفية تمثل اختراقا لأمننا الوطني وتعرض حقوقنا وسيادتنا للخطر.
تعد المكالمة الهاتفية التي نشرت مؤخرًا إحدى وسائل الإرهاب واختراقًا لقواعد السيادة الوطنية البحرينية وإضرارًا لنا من قبل القوى الإرهابية التي تستهدف البحرين وكل أقطار الخليج العربي، وتضر بأمننا القومي، ويتعين على كل البحرينيين من مسؤولين ومثقفين وفنانين وصحافيين وكِتاب وشيوخ الدين المستنيرين ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات العِلمية والإعلامية والثقافية الوقوف ضد كل أشكال التدخل في شؤوننا الوطنية ومكافحة الإرهاب بأشكاله، والعمل معًا لتجفيف منابع التطرف الديني والفكري، ونبذ ثقافة العنف والغلو.
حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من خطر الإرهاب وأنعم الله علينا بالأمن والأمان. آمين يا رب العالمين.