+A
A-

قطر.. حصار اقتصادي يكلفها الملايين

 اضطرت قطر إلى إطلاق خطي شحن بحري جديدين إلى الموانئ العمانية بعد أن منعت الإمارات البواخر القطرية العبور إلى مياهها الإقليمية، ما يؤدي إلى زيادة أسعار الشحن وتعطل التوريد والتصدير من وإلى الدولة.

وقطعت البحرين والسعودية والإمارات ودول عربية أخرى العلاقات الدبلوماسية وخطوط السفر والتجارة مع قطر الأسبوع الماضي بسبب دعم الدوحة للإرهاب ولإيران وتمويل جماعات إسلامية تسعى لزعزعة الأمن في المنطقة. 

وأغلق قطع خطوط النقل الجوي والبحري والبري منافذ استيراد مهمة لقطر وتسببت لها بخسائر كبيرة قدرت بالملايين.

وبحسب مستوردين قطريين فإن آلاف الحاويات المتجهة إلى قطر ما زالت عالقة في ميناء جبل علي بدبي. 

وقالت الشركة القطرية لإدارة الموانئ أمس الأول إن خطي النقل البحري الجديدين سيتضمنان تسيير ثلاث رحلات أسبوعيًّا بين ميناء حمد القطري وميناءي صحار في شمال عمان وصلالة في الجنوب.

وقالت عدة مصادر بقطاعي النفط والشحن البحري أمس إنه من المتوقع أن ترتفع تكاليف شحن الوقود والنفط الخام من قطر بعد أن حظرت الإمارات العربية المتحدة على السفن التي توقفت في المرافئ القطرية من الرسو في موانئها.

ويؤثر ذلك سلبًا على سير العمليات اللوجيستية النمطية بقطاع النفط حيث يستخدم المشترون ناقلات الخام العملاقة القادرة علي حمل مليوني برميل من النفط ويحملونها بما يصل إلى 4 شحنات مختلفة حجم الواحدة منها 500 ألف برميل لتحقيق وفورات في التكاليف. وقالت المصادر إن المشترين يقومون في الوقت الحالي بفصل الشحنات على سفن أصغر حجما تحمل مليون برميل للتحميل بشكل منفصل من قطر والإمارات. وقال مصدران إن من المتوقع أن تزيد أسعار الشحن على الناقلات الأصغر إلى ما بين 75 و80 على المقياس العالمي (دابليو.إس) بفعل ارتفاع الطلب على تلك السفن.

وتظهر بيانات شحن من تومسون رويترز ايكون أن سي.إس.إس.إيه، ذراع الشحن التابعة لعملاق النفط الفرنسي توتال، وشركة إس.كيه إنرجي لتكرير النفط الكورية الجنوبية وبي.بي حجزت مؤقتًا 4 ناقلات من الطراز القادر على حمل مليون برملي لتحميل نفط ومكثفات في قطر والإمارات في النصف الثاني من يونيو بأسعار تتراوح بين 67.5 و68.5 على المقياس العالمي وهو صيغة تستخدم لحساب تكاليف الشحن.

وقال سمسار شحن يعمل في سنغافورة إن ملاك السفن يضيفون 2.5 نقطة مئوية أو نحو 700 دولار يوميا على الناقلات التي تسلك هذا المسار.

وعلقت شركة كوسكو الصينية للملاحة البحرية خدمات الشحن إلى قطر مشيرة إلى “غموض” الوضع. وتنضم بذلك رابع أكبر شركة في العالم للملاحة البحرية لشركة إيفرجرين التايوانية وشركة أوكل بهونج كونج في تعليق الخدمات.

وقالت الشركة في بيان “في ضوء الغموض مع تطور الموقف ومن أجل حماية مصالح عملائنا تعلق شركتنا ابتداء من الآن فصاعدًا خدمات الشحن والتسليم لقطر”.

وتعرض الريال القطري لضغوط في السوقين الفورية والآجلة للصرف الأجنبي، كما سجلت أسعار السندات الدولية القطرية انخفاضًا حادًّا.

وطالبت الشركات اليابانية قطر بشروط أفضل لتزويدها بالغاز، من بينها مرونة أكبر في الشراء وأسعار أقل. وتفاقم الأزمة التي تواجهها قطر من تحديات سوق الغاز والتي تعاني تخمة في المعروض، ما يسمح للمشترين التفاوض على الأسعار.

تجدر الإشارة إلى أن اليابان، أكبر عميل للغاز الطبيعي القطري، تستورد أكثر من 12 مليون طن سنويًّا، تليها كوريا الجنوبية والهند.