العدد 3160
الجمعة 09 يونيو 2017
banner
المسلسلات الخليجية تسير إلى المقبرة... سوق للرقص والابتذال!
الجمعة 09 يونيو 2017

اخترت هذا التوقيت لأكتب عن المسلسلات الخليجية التي تعرض حاليا في شهر رمضان لأعطي نفسي فرصة أكبر للتقييم وطرح الرأي بهدوء وتمهل، ولأجد المكان الذي أنطلق منه. 

أذكر أنني في العام الماضي كتبت في نفس الزاوية أن المسلسلات الخليجية أصبحت موائد من الابتذال والسخافة والغثاثة، ومع الأسف استمر الوضع كما هو عليه وأتحفتنا مختلف الفضائيات هذه السنة بأعمال منحطة لدرجة تفوق الوصف، مسلسلات تعج بالكلام السافل والأفكار البذيئة وتحمل مضامين تتعارض مع العادات والتقاليد، كما أنني استغربت كما استغرب الكثيرون أن هناك أسماء كبيرة في عالم الفن والدراما الخليجية ارتضت على نفسها أن تقدم أعمالا رخيصة ومبتذلة وكأنها بلا دم ومشاعر، فالانحراف ربما أصبح شيئا عاديا عندهم لا يلفت النظر.

في كل مرة تتعرض المسلسلات الخليجية لعبث العابثين الذين لا يعرفون أبسط قواعد الآداب العامة “بعض المخرجين والفنانين والمنتجين”، أصابع تمتد لتحاول رسم صورة مشوهة للمجتمع الخليجي خصوصا تلك المهرجة التي تحمل في كل حواراتها لوحة تحريضية اتهامية لم تشهد الساحة الفنية في أية فترة من فتراتها مثل هذه الكارثة والانحرافات، أو ذاك المخرج الذي أعطانا أفكارا وصورا ومواقف كانت كلها على حساب الأخلاق والذوق “وحشمة” البيت الخليجي. 

أنتقد بجرأة ووضوح وأهاجم بلا خوف أو مداراة لأنني صاحب قلم وأحمل فكرا وضميرا حيا وأتحسر على بقاء القضية تدور في حلقة مفرغة والدراما الخليجية تسير إلى المقبرة بالأرقام والوقائع وكأننا في مهرجان شعبي كبير من الإسفاف والزغاريد المزيفة، والمؤلم في الأمر أن نعش الدراما الخليجية محمول على أكتاف الفنانين الكبار وبعض المخرجين الذين يلهثون خلف حائط المال وكأنهم ذئاب هرمة جائعة!

لماذا كانت المسلسلات الخليجية في الثمانينات مزدهرة وتحمل نصوص الجودة ولها الريادة بينما المسلسلات اليوم أشبه بسوق للرقص والابتذال ولو كان الأمر بيدي لطالبت بملاحقة المؤلفين والكتاب بحجة مخالفة الآداب في المجتمع الخليجي. 

إن أردنا إنقاذ الدراما الخليجية التي يسود قلبها الحزن اليوم علينا أولا أن نبتعد عن ضجيج المزيفين من المخرجين والمنتجين والفنانين، حينها ستكون أروع الانتصارات للساحة الفنية في الخليج. للعلم... هناك مخرجون لا ينطبق عليهم ما سبق ذكره لأنهم كبار وأساتذة وربما أعلى قليلا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية