السمة الأساسية الواضحة في زيارة الرئيس الأميركي ترامب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ومن ثم لقاء قادة دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية هي أن السعودية أعزها الله دون أدنى ريب تقود مسيرة دول الخليج الظافرة بطاقاتها الخارقة وقدرتها التامة على القيام بدورها في نصرة الإسلام والمسلمين والدفاع عن قضايا الأمة، وهذا يعني بوضوح أن الرئيس الأميركي ترامب يهدف إلى توطيد العلاقات مع دول الخليج بما يحقق مصالح الجميع ورسم خط مسيرتها بوضوح بعدما حاول إضعافها الرئيس السابق أوباما وإدارته واستهدف أمن الخليج وانزلق بغباء إلى حد المساس بالأنظمة الحاكمة.
إن دول الخليج اليوم بقيادة السعودية تعيش تطورا متناسقا في كل المجالات وأهمها المجال العسكري والمجال الاقتصادي، وأية تدخلات خارجية ستواجه بمزيد من الحزم، ويرى المحللون أن زيارة ترامب واختياره السعودية كأول بلد هي تظاهرة رائعة للصداقة الوطيدة والتحالف على مختلف الأصعدة وتأكيد المكانة الكبرى لأرض الحرمين الشريفين ودورها الطليعي، فترامب يريد الانتقال بالعلاقات الأميركية الخليجية بقيادة السعودية إلى أرضية أخصب مما هي عليه الآن والعمل معا في سبيل القضاء على الإرهاب والمدارس الفكرية المتطرفة وعلى رأسها المدرسة الإيرانية التي فرخت العصابات في دولنا ومازالت تعيش وهم تشويه سمعة الإسلام والقضاء عليه غايتها المنشودة، وبلا أدنى شك فإن النظام الإيراني الرجعي سيصعد على سلم مشنقته وهو يتابع هذا اللقاء التاريخي العتيد وهو قبل هذا اللقاء بوقت طويل مصاب بالهلع بسبب عاصفة الحزم وكسر أعناق مرتزقته في اليمن والبحرين والسعودية وبقية المناطق.
النقطة المهمة التي نتوصل إليها بعد هذه المقدمة هي أن دول الخليج لا يمكن لأحد أن يهزمها بأي شكل ونوع وأسلوب، لأن التنظيم والتصدي للأخطار المحيطة بنا ولكل من يتآمر علينا ويسعى لإيجاد الشرخ في صفوفنا هو الإطار الذي تعمل به دول الخليج العربي اليوم، وبإذن الله ستبقى دولنا الخليجية بكل هذه القوة والصلابة والتماسك في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي لا ترحم وعواصف المؤامرات، فأهلا بالرئيس الأميركي ترامب.