أبشع ما نمر به هو وقوف السادة النواب وقفة المتفرج وهم يرون ما يعانيه المواطن حتى أصبح وليمة للحياة، فلا المتقاعد استفاد منهم ولا الموظف ولا أي مخلوق كان، وها هي السنوات الأربع تمر دون أن يتحقق أي شيء للمواطن على يد السادة النواب، فقد تبخرت أحلام المواطن حين اصطدم بالحقيقة المفجعة واستيقظ وقد وجد نفسه ضحية “للجمبزة” بصورتها المتكاملة وقد تم البدء في المشروع!
بعد أربع سنوات سيخرج النائب وستكون الجنات على يمينه وشماله وسيغرق في وديان وأنهار المعاش التقاعدي الذي كان هو النقش الأول والرئيسي في العمل وكتب العديد من الزملاء عن صندوق تقاعد النواب والشوريين وما سيترتب عليه من تبعات ستؤثر على ميزانية الدولة، فهذا الصندوق ليس من سلم الأولويات بل يسير في اتجاه معاكس وأصبح بالنسبة للمواطن المسحوق أشبه بالأشباح المفزعة، فأحد المواطنين قال لي بينما كنا نتحدث أمام “الخباز” عن مختلف شؤون المعيشة إنه يشعر بالندم الذي يأكل أطرافه مثل الجذام لأن النائب الذي اختاره ضحك عليه ضحكة من العيار الثقيل واشتغل لنفسه وأسرته ودخل المجلس طمعا في التقاعد وليس من أجل خدمته، فأمامه المستقبل المضيء و”لنا الهزيمة المدوية والضياع”.
في ميدان الإنجازات رصيد النواب “ولا شي”، ولو تكلم كل المواطنين عن آرائهم لخرجنا بنتيجة مروعة، فكيف وعلى أي أساس تتم مكافأة من كان موقفه سلبيا طوال أربع سنوات بمبلغ تقاعدي لبقية الحياة بينما المواطن يعاني وهناك من أفنى عمره في العمل وخدمة الوطن لأكثر من أربعين سنة ولكنه يخرج بمبلغ زهيد يحفر الحزن والمعاناة على الوجه!
الجزاء من جنس العمل كما يقولون، فهل جزاء النائب الفاشل والنائب الذي يتغيب عن الجلسات عمدا وذاك الذي يعشق رؤية صوره في الصحف بمعنى وبدون معنى ولا يتوانى أبدا عن ملاحقة المصورين ويحب “الشوو” في الصحافة أن نقدم له على طبق من ذهب معاشا تقاعديا مدى الحياة وهو لم يعط الوطن ولا المواطن أي شيء وكان بلا إخلاص! نحتاج فقط إلى توزان وتحديد جميع الاتجاهات.