يمكن القول إن القمة العربية التي تستضيفها الأردن اليوم الأربعاء في دورتها الـ 28 من أهم القمم؛ نظرا لشراسة الهجمة على دولنا العربية وتصميم الأعداء - وأولهم النظام الإيراني - على الاستمرار في المؤامرات وتشكيل الخلايا الإرهابية والانقسامات والخلافات، إلى جانب تصعيد العمليات العسكرية القذرة وتهديد المياه الإقليمية وغيرها من القضايا المشتركة والموضوعات الساخنة.

لقد برز التضامن العربي بشكل خاص في أجلى مظاهرة عندما أعلنت الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أعزها الله بوضوح ومن دون تردد وقوفها إلى جانب اليمن الشقيق وإطلاق “عاصفة الحزم” في مواجهة العدوان الحوثي الصفوي، لقد كان تضامنا عربيا رائعا وبرهن أن العرب قوة عسكرية جبارة تحمي الأمة ووقت الجد لا أحد يعرف التخاذل والاستسلام.

هناك قواعد راسخة في منظومة العمل العربي المشترك إذا ما نفذت بشكلها الصحيح حتما سيحقق العرب انتصارات كبرى على طريق التغيير المنشود، وعندما يجري الحديث الآن عن الأوضاع في المنطقة فإنما نذهب بصورة طبيعية إلى التهديدات الأمنية كونها تتحول تدريجيا إلى ما هو أبعد من ذلك لا سمح الله، وقد وضع سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله حجر الأساس لبناء قلعة عربية شامخة تكون حصنا منيعا للدول العربية من الأخطار والتهديدات، حيث تطرق جلالته في افتتاح أعمال القمة العربية الـ26 التي عقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية لمقترح إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة في إطار المواثيق العربية والدولية، تكون مهمتها التدخل العسكري السريع لرد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسيادة أي دولة عربية.

وفي ضوء التجارب العديدة التي عرفتها الدول العربية بالسنوات الماضية تحتل قضية “الخراب العربي” مكانا خاصا؛ لأنها كانت استراتيجية عامة لإعداء الأمة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ونتمنى حقيقية كشعوب عربية أن تحسم القمة أمورا كثيرة مهمة وتفادي احتمالات العرقلة في التطبيق، يجب أن نعمل بكل الوسائل مستفيدين مما يتوفر لنا من فرص، فهناك خطر جدي أمامنا وإلى جانب الحذر واليقظة فإن العديد من الثغرات يجب أن تسد، فالوضع في المنطقة غير مستقر نسبيا وقد ألقى التاريخ على عاتق القادة العرب في هذه القمة تحديدا ملفات ساخنة بصورة غير عادية. نتمنى كعرب أن تنتهي القمة الـ 28 وخطواتنا كبيرة إلى الأمام.