دشّن معهد البحرين للدراسات المالية والمصرفية BIBF، وبالشراكة مع هيئة المحاسبة والمراجعة الشرعية  للمؤسسات المالية الإسلامية "أيوفي" الأحد، مبادرة هي الأُولَى من نوعها على مستوى العالم، وهي بناء منصة إلكترونية لعرض المعايير الشرعية والمحاسبية والحوكمة مشروحة ومعروضة مع الحالات العَمليةِ واختبارات تقويم ذاتية. 

وقال نائب مدير عام معهد BIBF أحمد الشيخ خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس، بحضور مدير تنفيذي الرقابة المصرفية في المصرف المركزي خالد حمد، إن هذه المبادرة سوف تسهل على العاملين في الصناعة والمهتمين بها والخبراء والباحثين في جميع أنحاء العالم سُبل التعليم والتدريب على معايير أيوفي، التي تُعَدُّ المرجع العلمي الرئيسي للصناعة المالية الإسلامية، من خلال تطويرها في قالب احترافي يكون عونًا للمتخصصين، وفتح المجال أمام مواكبة المتطلبات التنموية والمعايير الأكاديمية والتكنولوجيا الحديثة يمثل هدفًا استراتيجيًّا لاستدامة التَمَيّز في عمل المعهد، وبرامجه المطروحة.

وفيما يتعلق بتنفيذ المشروع أشار الشيخ إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى والتي تتضمن 54 معيارًا شرعيًّا. وسيتم تدشين النسخة الإنجليزية من هذه المعايير الشرعية نهاية شهر مارس القادم، بينما سيتم تدشين المحتوى التدريبي العربي والإنجليزي لبقية معايير المحاسبة والمراجعة والحَوكَمة والأخلاقيات والتي يبلغ عددها 43 في نهاية العام الحالي.

وقال إن الفائدة المرجوة من المشروع هو تأهيل الكوادر في الصناعة المالية الإسلامية، ونشر الوعي المصرفي الإسلامي في جميع أنحاء العالم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع أيوفي، والاستفادة من البنية التحتية التقنية لمنصة التعليم الإلكتروني، وذلك لتحويل برامج المعهد الريادية إلى برامج تعليم إلكتروني. 

وعن أهداف المشروع قال، تشتمل الأهداف على إعداد المحتوى الإلكتروني لمعايير هيئة المحاسبة والمراجعة باستخدام مختلف الوسائل والوسائط المتعددة، وتوفير شرح المعايير الشرعية والمحاسبية والحوكمة للمهتمين في أي وقت يرونه مناسبًا ومنأى مكان في العالم، وإتاحة المجال لتطوير المنتجات المالية الإسلامية، وإتاحة المعايير لعدد كبير من المهتمين، وتشجيع ثقافة البحث العلمي في الصيرفة الإسلامية بالإضافة إلى تأهيل الكوادر في الصناعة المالية الإسلامية.

وقال إن الفريق القائم على المشروع يتكون من ثلاث مجموعات هي المجموعة الأولى تتكون من مجموعة من الخبراء في المعايير الشرعية ومِمَن تتوفر لديهم خبرة عملية في الصيرفة الإسلامية، وقد أُسند إليها إعداد الحالات العَمَلية والتمارين الخاصة بكل معيار، والمجموعة الثانية  دورها رقابي يقوم بالمراجعة لكل معيار فور الانتهاء منه، في حين أن المجموعة الثالثة دورها تنفيذي وهي مِمّن لهم خبرة في مجال تصميم منصات التعليم الإلكتروني وتكنولوجيا التعليم.

وردًّا على سؤال وحل الفترة  المتوقعة لإنهاء المشروع أوضح الشيخ أنه سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى في نهاية شهر مارس 2017، أما باقي المعايير (المحاسبية والحوكمة) فسيتم الانتهاء منها نهاية العام الحالي.

وكان الأمين العام لـ"أيوفي" حامد ميرة، قد تحدث في بداية المؤتمر الصحافي، موضحًا أن التقرير المهني تضمن أربعة أجزاء؛ الأول حول المعايير والجهد الفني، والذي يوضح عقد أن المجالس الفنية الثلاثة واللجان التابعة لها ومجموعات العمل وجلسات الاستماع قد عقدت 88 اجتماعًا خلال هذه الفترة، تم خلالها إتمام إصدار 10 معايير جديدة، واستكمال مراجعة وتحديث 14 معيارًا، وإتمام مناقشة 18 دراسة جديدة متعلقة بالمعايير.

وأضاف أن إجمالي مشروعات المعايير التي هي تحت العمل في مراحل مختلفة من الإنجاز تبلغ 26 مشروعًا يتوقع أن ينتهي بعضها بشكل كامل خلال عام 2017.

وأشار ميرة إلى أن الجزء الثاني من التقرير تناول التطوير المهني، حيث تم التعاقد واعتماد قرابة 28 مركز اختبارات لزمالات (شهادات) أيوفي المهنية في 20 دولة حول العالم، كما أوضح التقرير أنه قد تم إنجاز أغلب مراحل تطوير شهادة المحاسب الإسلامي المعتمد CIPA بشكل جذري وإعادة صياغة مناهجها في أربعة كتب.

وقال رئيس مجلس إدارة صندوق الوقف بالبحرين وعضو مجلس أمناء أيوفي والمدير التنفيذي للرقابة المصرفية بمصرف البحرين المركزي، خالد حمد: "نسعد في أيوفي وصندوق الوقف بتدشين هذه المبادرة التي ستسهل على العاملين في الصناعة والمهتمين بها والخبراء والباحثين في جميع أنحاء العالم سبل التعليم والتدريب على معايير أيوفي، من خلال تطويرها في قالب احترافي يكون عونًا للمتخصصين وغيرهم"، كما قدم شكره لمعهد BIBF على شراكته في تنفيذ هذه المبادرة المهمة، والتي ستكون لها آثارها الإيجابية المستدامة".