العدد 3037
الإثنين 06 فبراير 2017
banner
الإرهاب... أسبابه وتداعياته
الإثنين 06 فبراير 2017

لا تزال مشكلة الإرهاب تتنامى وتأخذ أشكالاً وأبعادًا في عدد من دول العالم، فالإرهاب من الصناعات القديمة والمتجددة في طريقتها وأسلوبها والمدعومة من قوى متطرفة غربية وإقليمية لتحقيق أجنداتها ومشاريعها، ولضرب من ترى أنهم أعداؤها أو يخالفون عقيدتها أو مذهبها، فتستنزف القوى المتطرفة بذلك طاقات الدولة المادية والبشرية التي تمارس فيها الإرهاب، وتعمل على تعطيل تنميتها، وتستخدم شبابها كوقود لبرامجها الإرهابية، فتؤثر سلبًا على استقرار الدولة وأمانها وأمنها وعلى مكوناتها الوطنية.

لقد كانت هناك العديد من العوامل التي ساهمت في صناعة الإرهاب، ومنها إنتاج تنظيمات إرهابية وإلحاقها بالمجتمعات، تنظيمات أعضاؤها أعمى الله بصيرتهم فرأوا الحق باطلاً والباطل حقا، مما جعلهم يتعاملون مع الآخر بروح الثأر كأنه عدو شمولي، وتجاهلوا أن الله خلق الإنسان من أجل عمارة الأرض والاستخلاف عليها بالحق لا لتدميرها وترويع أهلها وذبحهم. هذا الإرهاب الذي يحمل راياته الإرهابيون من كل عرق وجنس لم يُتفق على تعريفه أو إدراك ماهيته، لكن هناك إجماع على تجريم الإرهاب باعتباره جريمة واقعة ضمن الحق العام والحق الخاص، وأنه لا وطن له ولا هوية ولا دين ولا مذهب.

هناك الكثير من أسباب نشوء الإرهاب نذكر منها (الانحراف الفكري والتعصب الطائفي، التقصير التربوي الأسري والتعليمي، التدخل الخارجي، تأثير الإعلام الإلكتروني، العبث في الدين من خلال إصدار الفتاوى الجهادية، تجارة تفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية عبر الفضائيات، كلٌ بحسب مصلحته، التنشئة الاجتماعية وإهمال الشباب، العوامل الاقتصادية كالفقر والحرمان والبطالة)، ويختلف تجمع هذه الأسباب باختلاف المجتمعات.

والإرهاب أيًا كان مُسمى تنظيمه أو عدد أفراده أو من أين أتوا فإن أهدافه لا تختلف من تنظيم إرهابي لآخر، فهو يقصد التدمير والقتل، فتداعياته كثيرة على البلاد، فبجانب قتل الأبرياء من الناس وتشريدهم وتهجيرهم فإنه يؤدي إلى الإخلال بالنظام العام وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة، والنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها وإضعاف قدرتها، وتعريض الوحدة الوطنية للخطر. وبالتالي فإنه يَقود إلى الخوف والفزع والقلق والخلل في الحياة العامة، كمصدر خطير يُهدد الاقتصاد الوطني، ويضرب مقومات المجتمع كله. دعاؤنا أن يبعدنا عنه ويكفي بلادنا شره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .