إن إعدام أي شخص وإنهاء حياته من دون مسوغ أو سبب مقنع أو سند أسوأ صورة ممكنة لانتهاك حقوق الإنسان، وتعد حالة قتل مع سبق الإصرار وبدم بارد يرتكبها من يقدم على هذه الفعلة غير الإنسانية وغير الأخلاقية كما فعلت واشنطن مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وذلك وفقًا لما قاله محقق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، جون نيكسون، وهو الذي تولى التحقيق مع صدام حسين لإذاعة “بي بي سي” البريطانية حيث ذكر أن إدارة الرئيس السابق، جورج بوش الابن، وقّعت أمر إعدام صدام حسين بعد يوم واحد من أحداث 11 سبتمبر 2001، وهو ما يعني أن النية كانت مبيتة لهذا الأمر مهما حاولت الإدارة الأميركية تبرير أو تجميل هذا الموضوع ببعض الشعارات ومن بينها تحقيق الديمقراطية وسيادة القانون وبناء العراق الجديد.
هذه هي الولايات المتحدة الأميركية التي قامت بتدمير دولة عربية كانت قوية، أي العراق، بحجة أن رئيسها يمتلك أسلحة دمار شامل وهو الأمر الذي ثبت كذبه مرارًا وتكرارًا، وحتى لو كان صحيحًا فإنه لا يبرر مطلقا القيام بغزو العراق، وإلا لماذا لم تقم واشنطن بغزو دول أخرى تعلن صراحة أنها تمتلك سلاحا نوويا، وهناك دول يعرف العالم أجمع أنها تمتلك سلاحا نوويا وإن لم تعلن ذلك رسميًا، ولماذا استماتت هذه الدولة من أجل التوصل لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي رغم مخاطره على دول المنطقة والعالم، ولماذا تبدو عاجزة أمام كوريا الشمالية وتجاربها النووية بما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والسلم الدوليين، ولن نسأل بطبيعة الحال عن موقفها من إسرائيل وما لديها من رؤوس نووية.
هل يحق لمثل هذه الدولة أن تكون الحكم الفصل وأن تصدر سنويا 3 تقارير تتضمن أحكاما على الدول الأخرى فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الدينية، والممارسات الإرهابية، أي انتهاك لحقوق الإنسان أشد من قتل “إنسان” دون جريمة ارتكبها، وأي إرهاب أخطر مما مارسته واشنطن تجاه العراق دولة وشعبًا.