العدد 3001
الأحد 01 يناير 2017
banner
وزير الخارجية... أي تواضع هذا وأي حب يختبئ في قلبك لـ “كارمين”
الأحد 01 يناير 2017

يقول الشاعر التونسي سالم الشعباني “... من أين نبتدئ الكلام.. من أين نبتدئ القصيد”، وأنا أقول لوزير خارجيتنا الأخ العزيز الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بعد أن نشر صوره في حسابه “بالإنستغرام” ومن ثم نشرتها الزميلة أخبار الخليج، تجمعه مع مربيته كارمين ماثياس التي رعته في طفولته مع أشقائه وغمرتهم بالحب والحنان وذلك أثناء زيارته لها في منزلها في بانجلور بالهند، أقول.. أي تواضع هذا وأي حب يختبئ في قلبك للإنسانة التي رعتك في طفولتك وهي الآن في الثالثة والتسعين من عمرها، بهذا الحب والعرفان أعطيت العالم كل العبارات ذات المعنى الكبير في “رد الدين” لمن حملونا على اكتفاهم، لمن تعلمنا على أيديهم لغة الفرح والبهجة، أيا كانوا، مربين أم أساتذة. تجردت من منصبك الرفيع وذهبت إليها كابن بار وأنت تحمل في قلبك شمسا من الطيبة والحب للمربية التي رعتك كابنها في طفولتك وأعطتك عصارة عمرها، لم تغيرك السنين وتبعدك عن شواطئ الذكريات وهي أمور تحدث في هذا العالم المليء بالدهشة، فالأيام تتلاعب بنا وتبعدنا عن دائرة العلاقات والأسباب كثيرة، ولكن، قليلون الذين يحملون في قلوبهم خلاصة الوفاء ويلبسون تيجان الأصالة والنبل.

في هذه السنين هناك من ينسى والديه وأهله بل يرميهم في دار المسنين متعذرا بشغله والتزاماته، يرمون ذويهم بكل ضمائر ميتة ويردمون بتعمد ينابيع الرحمة والبركة، كل يوم تزداد الحياة غرابة وغموضا وتعقيدا، والغرور الأجوف يهدد الإنسانية ولكن نحمد الله أن هناك من لا يزال يكتب لنا تواريخ جديدة ويشعل أنوار الفرح على الشواطئ القاحلة مثل الأخ العزيز وزير الخارجية الذي يعرفه الجميع بتواضعه مع الكبير والصغير والاندماج الكلي في أحاديثهم معه وكل من يقترب منه يشعر بقربه من منطقة الدفء والصداقة والمحبة.

إن الصورة التي نشرها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مع مربيته ليست صورة عادية، إنما صورة حركت الجوارح وزادت من خفقان القلوب وأعطتنا درسا ثمينا في معنى البر والإحسان للمربين والتواصل شوقا معهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية