مشكلة الورش والكراجات أنها تتزايد بمعدلات مرتفعة في المناطق السكنية على نحو ملموس دون أن نرى ما يشير إلى حل لهذه المشكلة البيئية التي بدأت تقلق المواطنين وتؤثر على حياتهم، وهي ظاهرة خطيرة للغاية ينبغي الالتفات لها بالقوانين الصارمة، ومؤخرا قال النائب محسن البكري “إن مخططات نقل الورش والكراجات من المناطق السكنية إلى المناطق الصناعية القريبة من ألبا موجودة منذ 8 سنوات ونأمل تنفيذها في أقرب فرصة ممكنة”.نحن لا نحتاج للقضاء على هذه الظاهرة المنتشرة في مختلف مناطق المملكة إلى المزيد من الاستكشافات والدراسات وإنما إلى تنفيذ القوانين بخط مستقيم والشروع في نقل الورش والكراجات المنتشرة في الأحياء السكنية والملاصقة للمطاعم والبرادات إلى المناطق الصناعية بدل تأخير الملف والاختلاف على قضية التوزيع، بالفعل أصبحت تلك الكراجات والورش تمثل العمود الفقري للتلوث في معظم المناطق السكنية، وسبق لنا أن قمنا باستعراض سريع لتلك المناطق مثل شارع جد علي الذي هاجمته الورش والكراجات وفتكت به وتكاثرت مثل الحشرات في المناطق الجديدة المحاذية للشارع، وهناك المنطقة السكنية الواقعة خلف جامعة المملكة بالرفاع بالقرب من البحير، حيث تمتد الكراجات على شكل شريط، والقضية الكبرى في هذه المنطقة على وجه الخصوص تجمع برك الأمطار وغالبا ما تكون ممزوجة بزيت السيارات ومخلفات الكراجات، ويلاحظ أن مياه البرك الملوثة تصل الى اطراف الشارع الرئيسي، وحتى إلى بعض البيوت. ولعل الجزء الأكبر من الورش والكراجات موجود في محيط سوق الرفاع الشرقي حتى يخيل إليك أنه مشروع صناعي، وهناك بكل تأكيد نماذج مماثلة مخالفة للاشتراطات البيئية والجميع يعرف مكانها. لا أعرف إن كانت هناك مخططات لنقل الورش والكراجات من المناطق السكنية غير التي تحدث عنها النائب البكري ولكن من المهم الإسراع في إنجاز هذه المهمة وتنفيذ المشروعات التي تركز على حماية المواطن والبيئة من التلوث الصادر من الورش والكراجات بكل أنواعه، فنحن تجاوزنا كثيرا في المناطق السكنية وحولناها الى خزانات من التلوث بسبب هذه الفوضى في المشاريع والسجلات التجارية، وأنا على ثقة بأن معظم المناطق في البحرين تعاني من هذه المأساة، مأساة تحول منطقة سكنية إلى مصانع مكتسية بلون السواد وبقية السموم.