العدد 2981
الإثنين 12 ديسمبر 2016
banner
حوار المنامة
الإثنين 12 ديسمبر 2016

انطلق قبل أيّام المؤتمر السنوي الذي تستضيفه مملكة البحرين تحت مسمى “حوار المنامة” ويركز المؤتمر على تبادل وجهات النظر حول التحديات الأمنية، ويهدف الى وضع خارطة طريق لحلحة الأزمات المحدقة بالمنطقة وإزالة اسباب الصراع والتوتر باقتراح حلول عادلة وسلمية للدفع بالمنطقة الى مرحلة أكثر استقرارا. ولم يعد خافيا أنّ منطقة الشرق الأوسط تمر منذ سنوات بمنعطفات حادة وبالغة التعقيد تتطلب المزيد من التشاور وعقد اللقاءات لتبادل الأفكار والخبرات بين صناع القرار بين بلدان عربية وأجنبية للخروج برؤية شاملة وموحدة قادرة على مواجهة التحديات في منطقة الخليج.  شهدت منطقة الخليج تحديات عدة من قبل قوى إقليمية استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار فيها باستغلال الصراعات في المنطقة لهدف بات مكشوفا هو بسط النفوذ وتهديد الاستقرار، ومن بين الأساليب التي عمدت إليها هذه القوى استغلالها الآيديولوجيات الدينية. 

أهمية اللقاءات الدولية كـ “حوار المنامة” بما يكون خلالها من تبادل للرؤى والأفكار إزاء أية أخطار. والملتقى يقوم بعملية التنسيق والتعاون مع الشركاء لوقف كل الأعمال الإرهابية. إن المتأمل في منتدى المنامة سيجد أنه يتناول قضايا استراتيجية بالغة الأهمية، وعلى مدى السنوات الفائتة التي عقد فيها المؤتمر اتسمت المشاركات بالجدية والثراء، وخلال الحوار كانت الآراء كافة تصب باتجاه تنسيق الجهود والمواقف. 

إنّ “حوار المنامة” لهذا العام يكتسب أهمية استثنائية كونه يعقد بعد اجتماع قمة المنامة التي عقدت في مملكة البحرين في المقام الأول، ولما يتمتع به المشاركون وهم من كبار المسؤولين الدوليين في العلاقات الخارجية والدفاع والأمن الذين يمثلون دولا لها ثقلها الاستراتيجي على مستوى العالم. منذ ثلاثة عقود من الزمن ومنطقة الخليج تتعرض لمخاطر جمة، أخطرها على الإطلاق حرب الخليج الأولى التي استمرت زهاء سبع سنوات. وما إن أعلن عن نهاية الحرب وكادت منطقتنا تتنفس الصعداء حتى بدأت أزمة أخرى في نهاية العقد الأخير من القرن العشرين عرفت بكارثة الخليج وهي غزو الجيش العراقي دولة الكويت. هذه الأزمة هزت منطقة الخليج والعالم بأسره نظرا لما يشكله الخليج من أهمية استراتيجية. وبفضل ما يتمتع به قادة الخليج من حكمة وحنكة سياسية أمكن للدول الخليجية أن تفشل هذا الغزو لكن آثاره كانت وخيمة جدا على وضع المنطقة. 

لعل التداعيات التي مرت بعالمنا العربي طوال السنوات الماضية وما رافقها من قلاقل شكلت تحديات على الأمن والاستقرار، لكنها استطاعت أن تتجنبها، حتى ظهر تحد آخر تمثل في ما عُرف بالتنظيمات “الإسلاموية” التي شكلت تهديدا لأمن المنطقة بأكملها، لكنّ دول مجلس التعاون نجحت في تجاوز أخطار هذه التنظيمات ولم يعد لها اليوم أي وجود يذكر. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية