قال مصدر خليجي مطلع على سياسة النفط السعودية إن المملكة أخطرت العملاء بخفض إمدادات الخام من يناير، تمشيًا مع تقليص الإنتاج الذي اتفقت عليه أوبك الأسبوع الماضي.

وأضاف المصدر النفطي أن التخفيضات تتركز في أوروبا والولايات المتحدة وبدرجة أقل في آسيا قائلاً “الخفض أكبر في الولايات المتحدة لأن المخزونات هناك بالغة الارتفاع، كما قالت بيرا في مذكرة إن السعودية تبلغ عملاءها بخفض إمداداتهم من النفط الخام في يناير امتثالاً لأحدث اتفاق أبرمته أوبك.

تضيف المذكرة الصادرة في ساعة متأخرة أن التخفيضات متفاوتة لكن من المرجح أن تكون أكبر في الإمدادات المتجهة إلى أمريكا الشمالية بسبب تدني الهوامش هناك.

في غضون ذلك، قال مصدران في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن خمسة فقط من أصل 14 من منتجي النفط غير الأعضاء في المنظمة هم من وافقوا إلى الآن على المشاركة في اجتماع مع المنظمة اليوم السبت لإجراء مباحثات تهدف إلى توسيع دائرة اتفاق لتقليص الإنتاج.

ويلقي ذلك بظلال من الشك على ما إذا كانت أوبك ستنجح في تحقيق الخفض الذي تسعى إليه بالكامل.

ومن المنتظر أن تجري المنظمة - التي توصلت الشهر الماضي إلى أول اتفاق في ثماني سنوات لخفض الإنتاج بهدف دعم الأسعار - محادثات مع دول منتجة أخرى من خارجها في فيينا أملا في أن تشارك تلك الدول أيضًا في كبح الإنتاج.

وكانت آخر مرة انضم فيها منتجون مستقلون إلى أوبك في خفض الإنتاج في أواخر 2001 مع هبوط الأسعار في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث تعهدوا بخفض الإنتاج بواقع 462 ألف برميل يوميًّا وهو أقل بهامش بسيط من الحجم الذي كانت تستهدفه المنظمة والذي بلغ وقتها 500 ألف برميل يوميًّا.

وفي الوقت الحاضر، قالت روسيا إنها ستخفض إنتاجها بواقع 300 ألف برميل يوميًّا، وهو ما يعني أن المنتجين المستقلين الآخرين مجتمعين عليهم أن يتعهدوا بتقليص الإنتاج بقدر مماثل ليصل الإجمالي إلى ما تسعى إليه أوبك عند 600 ألف برميل يوميًّا والذي يشكل نصف الخفض الذي ستجريه دول المنظمة.

وأبدت مصادر في أوبك على دراية بالمباحثات قدرًا كبيرًا من الثقة في أن المنتجين المستقلين سيقدمون ما يكفي من التعهدات.

وقال أحد المصادر “أعتقد إنهم سيفعلون... لن يكون الأمر على هذا النحو من الصعوبة”.

لكن مصادر أخرى في المنظمة أبدت تشككًا في تقديم تعهدات بالكميات المطلوب تقليصها بالكامل هذه المرة. ومن بين المنتجين المستقلين المدعوين لاجتماع السبت والبالغ عددهم 14 دولة قبلت أذربيجان وقازاخستان وسلطنة عمان والمكسيك وروسيا فقط الدعوة.

ولفت مصدر ثان إلى أن “الأمر ليس واضحًا... انتظروا حتى السبت”.

وذكر مصدر ثالث أن تعهدات بتقليص الإنتاج بما يصل إلى 500 ألف برميل يوميًّا هي الأرجح.

وبجانب روسيا كانت سلطنة عمان هي الدولة الوحيدة بين المنتجين المستقلين التي أبدت استعدادها لخفض الإنتاج. وفي تعليقات علنية لمحت أذربيجان إلى أنها ستقلص الإمدادات بينما قالت قازاخستان إنها لم تقرّر بعد.