+A
A-

مستشارو ترامب سيرفضون التقارب مع روسيا

تناولت مجلة “بوليتيكو” الأميركية توجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتقارب مع موسكو، والذي أعلن عنه في حملته الانتخابية وقوبل بترحيب من الكرملين.  

وأشارت المجلة، في تقرير نشرته في عددها الأخير، إلى أن التوجه الجديد سيقابل برفض من مستشاري الرئيس ترامب والدائرة القريبة منه، كما أن المسؤولين في الكونغرس والبنتاغون مستعدون لمنع أي محاولة لاسترضاء الرئيس الروسي.

واستهلت المجلة تقريرها بالإشارة إلى مكالمة هاتفية جرت بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين بعد أيام من الإعلان عن نتائج الانتخابات الأميركية، مما دفع وسائل الإعلام الروسية للحديث بأن بوتين قد يستضيف ترامب هذا الشتاء للبدء بجهد مشترك يقود لتطبيع العلاقات بين البلدين.

تحسين العلاقات مع الرئيس "المستبد"

وأردفت المجلة: الأنباء عن الزيارة لا تزال متضاربة، ولكن ترامب أظهر رغبة معلنة بتحسين العلاقات مع الرئيس “المستبد”، مما يجعل فكرة إجراء أول زيارة رئاسية لموسكو منذ 2009، تبدو ممكنة.

وتطرقت المجلة إلى مقابلات أجرتها مع مجموعة من المسؤولين والخبراء بعد الانتخابات، وكشفت عن معارضة شديدة من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكذلك مؤسسات مهمة، لأية تحركات قد يجريها ترامب لاسترضاء بوتين.

وأكدت أن بادرة التقارب ستواجه مقاومة شديدة من أعضاء الكونغرس ومسؤولي الأمن الوطني ، والحلفاء الأوروبيين لأميركا، بل سيرفضها أيضاً بعض المسؤولين المهمين المحيطين بترامب.

ونقلت المجلة عن المؤلف والأكاديمي ستيفن كوهين، وهو داعم لتحسين العلاقات الأميركية مع موسكو، قوله إن “ترامب لا يمكنه أن يقوم بهذه الخطوة بشكل أحادي، ولا نعرف ما هي إمكانية إقامة شراكة مع روسيا”.

وأشارت المجلة إلى أن الكلام عن تقارب أميركي روسي محتمل، يأتي في أوقات صعبة، وذلك مع إعلان بوتين في 21 نوفمبر بأن روسيا ستحرك صواريخ نووية في الجانب الأوروبي من مدينة كالينينغراد لمواجهة ما وصفه بتهديد حلف شمال الأطلسي لبلاده.

وأفادت أن كثيراً من المحللين والمتابعين يعتقدون أن بوتين سيعرض على ترامب التعاون العسكري ضد تنظيم “داعش”، (رغم أنه لم يكن من أولويات العمليات الروسية في سوريا)، وذلك في مقابل الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، ووضع حد للعقوبات الاقتصادية، وخفض القوات الأميركية في أوروبا الشرقية ووسط آسيا. 

وتابعت أن الحديث عن اتفاق من هذا النوع، قد يولد غضباً على جانبي المحيط الأطلسي، فلا البنتاغون، ولا وزارة الخارجية، ولا أجهزة الاستخبارات، ولا الحزب الجمهوري أيضا يمكن أن يقبلوا بهذا الطرح.   

ولفتت المجلة إلى أن العقبة الأولى أمام ميل ترامب للتقارب مع روسيا تتمثل في مواقف مناوئة من داخل دائرة مستشاريه، مشيرة إلى سخرية نائب الرئيس المنتخب، مايك بنس، من الرئيس بوتين في مناظرة في أكتوبر، وتأكيده على أن الاستفزازات من قبل روسيا يجب أن تواجه بحزم أميركي.  

وأشارت أيضا إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية الجديد، مايك بومبيو، قد وصف رد الولايات المتحدة على تحركات بوتين في أوكرانيا، بالضعيف جداً، ودعا إلى ضرورة أخذ مواقف أكثر صلابة ضد موسكو.