يمكنني القول إن النهوض بالعمل البلدي عندنا معدوم تماما، وهذا ما ينبغي قوله بصراحة، ويكفينا النظر إلى الاقتراحات “والفتاوى” التي يصدرها الأعضاء لنكتشف ابتعادهم عن المطالب والمكاسب المهمة، وافتقادهم الخبرات والمعارف بأصول العمل البلدي الذي أوصلوه إلى حالة يرثى لها وتسببوا في إضعاف قوته.
إليكم السلعة الجديدة التي يود مجلس بلدي الشمالية طرحها، عفوا.. الموضوع الذي ناقشوه مؤخرا وهو.. “البحث عن فتوى تحرم نثر الطعام للحيوانات والطيور بقصد الثواب والإحسان”.
أعجبتني تعليقات بعض المواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا التوجه الغريب الصادر من المجلس الذي يؤكد انحرافه عن الطريق الصحيح، سأذكر بعضها، ثم لنا كلام.
التعليق الأول “هذه حرفنه.. المشكلة في النظافة والمنظر، عليكم كجهة خدمية إيجاد حلول تدعم هذا الفكر الإنساني الراقي، كإيجاد أماكن مخصصة تتم متابعتها يوميا من قبل البلدية أو وضع حاويات كما عملت جمعية مدينة حمد للعمل الخيري، خصوصا للأطعمة، ومن ثم يتم وضعها بشكل لائق للطيور والحيوانات، أما هذا الهراء فهو تخلف”. التعليق الثاني “الراحمون يرحمهم من في السماء، هاذي اللي قدروا عليه، فتوى تحريم، استغفر الله بس ولا حول ولا قوة إلا بالله”. التعليق الثالث “خلصت المشاكل ما بقى إلا ذي.. الله المستعان”.
يبدو أننا سنحتاج إلى تحليل واسع لمثل هذه النوعية من الاقتراحات التي يتقدم بها بعض أعضاء المجالس البلدية، فهي اقتراحات واجتهادات بعيدة عن الاهتمام الشعبي وقضية إطعام المواطنين للطيور في “الفرجان” نوع من الثقافة المستمدة من ديننا الحنيف ولم تكن في يوم من الأيام مخيفة كما يصورها بعض أعضاء المجلس، ولم يصب أي أحد بمرض. الطيور جديرة بالرحمة والشفقة ثم عن أي قانون وعن أية فتوى يبحث المجلس وعن أية حملة بيئية لتوعية الناس، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير ولا ترتبط بالقوانين العامة ولا عن أي موقع لنا في المستقبل.
بدل هذه الاقتراحات التي يبدو أنها تنال الإعجاب المفرط عند بعض البلديين نريد أعمالا وأنشطة تمس حياة المواطنين بحق والأخذ بالمفيد، نريد متابعة احتياجات الناس وليس ملاحقة الطيور في أرزاقها والانعطاف بالعمل البلدي. للأسف صيغة الأخطاء الفادحة في المجالس البلدية أو تحديدا عند بعض الأعضاء في ازدياد ومعظم المشاريع التي يتم بحثها لا تفيد، ولا يتفاعل معها المواطن من الأساس، وهناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الرغبات من المخجل مناقشتها!.