+A
A-

ملكاوي ل “البلاد”: التسوس يصيب أكثر من 70 % من أطفال البحرين

بدور المالكي من الرفاع
افتتح قائد الخدمات الطبية الملكية اللواء بروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة “اليوم العلمي لطب الأسنان وجراحة الوجه والفكين”، الذي أقيم تحت رعايته في مركز طب الأسنان في المستشفى العسكري أمس بمشاركة 6 متحدثين من داخل وخارج البحرين، وبحضور أكثر من 100 مشارك من الأطباء، والعاملين في المهن المساندة لطب الأسنان من مجمع السلمانية الطبي، ومستشفى حمد العام، والمستشفيات الخاصة، والعيادات والمراكز المتخصصة بطب الأسنان، ووفد ضم عددا من أطباء الأسنان في القطاعين الحكومي والخاص من السعودية.
وألقى 6 محاضرين أوراقا علمية ومحاضرات تناولت آخر مستجدات طب الأسنان وطرق المعالجة الحديثة التي تخص الأطفال من مرحلة الولادة وحتى مرحلة البلوغ.
وتناولت استشارية طب أسنان الأطفال من جامعة لندن سوزان باريك في محاضرتها “نقص التكلس في الأسنان الدائمة”، مشيرة إلى أنه خلل يصيب بعض الأسنان الدائمة، وذلك أثناء تكوين هذه الأسنان ويؤدي إلى تآكلها وإضعافها في سن مبكرة، موضحة أن بعض هؤلاء المرضى الصغار قد يعانون من تحسس في الأسنان وآلام نتيجة تكسر الطبقة الخارجية للأسنان “المينا”، وهذا الخلل عادة ما يصيب الأضراس الدائمة الخلفية، واحتمال الأسنان القاطعة الأمامية، مشيرة إلى أن التشخيص والعلاج المبكر قد ينقذ هذه الأسنان من مزيد من التكسر والحفاظ عليها، مستعرضة في ورقتها العلمية آخر طرق التشخيص والعلاج لمثل هذه الحالات لدى الأطفال في المستشفيات في بريطانيا.
وفي ورقتها العلمية الثانية، حول تسوس الأسنان عند الأطفال والطرق الحديثة للعلاج أشارت باريك إلى أن تسوس الأسنان هو مرض ينتشر بكثرة بين الأطفال ويؤدي إلى مضاعفات مثل الألم والالتهابات والتأثير على الأسنان المجاورة، مشيرة إلى أن علاج التسوس يبدأ من مرحلة الوقاية التي تعتبر الأساس في السيطرة على التسوس.
وأوضحت أن من الطرق الحديثة للعلاج طريقة “هول” المنسوبة لاسم طبيبة أسنان بريطانية، والتي تعتمد على فكرة عزل فجوات التسوس في الأسنان باستخدام “التلابيس” المعدنية والتي لها نسبة نجاح عالية جدا، إذا ما قورنت بالحشوات الأخرى.
من جانبه، استعرض استشاريا تقويم الأسنان في مستشفى قوة دفاع البحرين نواف الحمر ورنا الغتم في محاضرتهما “التدخلات التقويمية الوقائية عند الأطفال” آليات تطور عظم الفكين والأسنان لدى الأطفال من مرحلة الولادة إلى عمر البلوغ من ناحية كمية العظم وحجم الفكين وعدد الأسنان لتتماشى مع عمر المريض.
وتناول الحمر والغتم بعض المشاكل التقويمية التي يمكن كشفها مبكرا عند الأطفال والتي تتطلب تدخلا سريعا من الطبيب لحلها أو التخفيف من مضاعفاتها مستقبلا. وتطرقت المحاضرة أيضا إلى المشاكل والسبل الطبية المختلفة للتعامل مع هذه المشاكل.
وفي محاضرته حول “التشوهات الخلقية في الأسنان” أكد استشاري طب وجراحة الوجه والفكين في مستشفى قوة دفاع البحرين محمد المحرقي أن الأسنان عند معظم الناس هي طبيعية من ناحية العدد والشكل والتركيب والترتيب في الفكين، ولكن بعض الناس يكون عندهم خلل واحد أو أكثر في هذه الصفات ويكون سببها تطوري أو وراثي أو عوامل خارجية مثل الالتهابات أو الكسور في الفكين، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان يكون السبب غير معروف، مقدما عرضا واسعا للعديد من التشوهات في الأسنان وكيفية التشخيص وآليات التعامل معها.
بينما تناول اختصاصي أمراض اللثة وجراحتها في مستشفى قوة دفاع البحرين كيناك جانجولي في محاضرته “التعامل مع الأربطة الفموية عند الأطفال”، وأشار إلى أن معظم الناس تكون لديهم أنسجة رقيقة في الفم تعمل على ربط العضلات الموجودة مع عظم الفكين، كأربطة الشفتين ورباط اللسان، ولكن في بعض المرضى تكون هذه الأربطة متلفة وتربط عضلات الفم بطريقة تحد من النطق، وتؤثر على شكل اللثة، أو تؤثر على مواقع الأسنان، مشيرا إلى أن في بعض الحالات يلزم المريض علاج جراحي باستخدام المشرط أو الليزر لتعديل هذه الأربطة، مؤكدا ضرورة أن يتم تشخيص هذه الحالة في عمر مبكر لدى الأطفال؛ ليسهل علاجها بالشكل الصحيح. كما تحدثت اختصاصية طب الأطفال في المستشفى العسكري أنيا الياس في محاضرتها حول “التخدير النسبي في طب أسنان الأطفال” عن أن مشكلة الخوف من علاج الأسنان هي عالمية وقديمة ولها أسباب عدة مثل صعوبة العلاج نفسه وتحمله من المريض، وطول جلسة العلاج، والألم الناتج عن العلاج، وصغر عمر المريض، وغيرها، موضحة أن هناك طرقا عديدة يستخدمها الأطباء لتهيئة الأطفال لتقبل العلاج ومنها التخدير النسبي، وهي طريقة تعتمد على إعطاء المريض جرعات تدريجية من غاز “النيترس اوكسيد مع الأكسجين” عن طريق الأنف باستخدام جهاز وكمام أنفي خاصين، مشيرة إلى أنه يجب أن يستمر إعطاء هذا الغاز من وقت بدء العلاج إلى وقت انتهائه، موضحة أن هذه الطريقة أصبحت تستخدم في الفترة الأخيرة وتعتبر آمنة جدا خصوصا مع الأطفال.
ومن جانبه، أشار رئيس قسم طب ألأسنان وجراحة الفك والوجهين استشاري طب أسنان الأطفال المنسق العام لليوم العلمي عمر ملكاوي في تصريحات لـ “البلاد” إلى أن اليوم العالمي استطاع استطاع أن يحقق جميع متطلبات النجاح لمثل هذه الأيام العلمية المتخصصة خصوصا في مجال “طب أسنان الأطفال”، إذ تمكن المتحدثون من إلقاء الضوء على جميع ما يتعلق بهذه الجوانب، مستعرضين آخر التطورات والمستجدات الطبية والعلاجية والتقنية في هذا المجال من الطب.
وكشف ملكاوي عن أن تسوس الأسنان يصيب أكثر من 70 % من أطفال البحرين وهو ما أوضحته الدراسات والإحصاءات الأخيرة، مشيرا إلى أنه وحسب تعريفات منظمة الصحة العالمية فالطفل هو من عمر يوم وحتى 18 عاما، مشيرا إلى أن هذه النسبة تعادل النسبة الموجودة لدى الدول العربية.
وقال ملكاوي إن مركز طب الأسنان وجراحة الوجه والفكين في قوة دفاع البحرين يعمل به حوالي 80 كادرا طبيا متخصصا بطب الأسنان، والمهن الطبية المساندة، ويضم 17 عيادة يشرف عليها الكادر الطبي، وجميعها مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة، والتي تنافس المراكز العالمية في الدول المتقدمة.