العدد 2922
الجمعة 14 أكتوبر 2016
banner
هل هي رغبة في تدويل أزمة اليمن؟
الجمعة 14 أكتوبر 2016

ما الذي يجري في اليمن مؤخرا، فقد تخطت الأزمة موقعها الجغرافي لتمتد بعيدا وتدخل فيها أطراف أخرى لتدويل الأزمة وربما انتزاعها من اليد العربية التي تعمل على معالجتها منذ مدة بمعزل عن الآخر.
هل ما يجري من تطور في الحرب الدائرة هناك مقصود لجر الدول الأخرى؟ أم أنه يجري في سياق الحرب ذاتها، الاعتداء على السفينة الإماراتية ثم محاولة الاعتداء على البارجة الأميركية والتفجير الذي جرى في القاعة الكبرى في صنعاء ومن ثم رفع الأمر إلى المحافل الدولية ثم أخيرا الدعوة الصالحية والحوثية للتوجه إلى الحدود السعودية لغزوها والانتقام (حسب ما ورد) لضحايا القاعة الكبرى، كل ذلك على ما يبدو يحمل رغبة في تدخل الغير في الأزمة... فلماذا؟
يقال إن التحقيق في الانفجار تحدث عن أنه حدث بقصف طائرات التحالف تلك القاعة! وهذه تسريبات لا نعلم صحتها، فلا يمكن تصديق أن الطائرات العربية كانت تقصد قتل الأبرياء الذين تواجدوا في تلك المناسبة، فهم عرب ومسلمون لا يمكن أن توجد نية قتلهم عمدا من قبل عرب ومسلمين، لذلك لا أرى في هذه الحالة غير وجود خطأ تقني ربما، ثم إن الأخطاء تجري كل يوم وفي جميع المعارك الحربية التي تعمل فيها الأجهزة عن بعد واعتمادا على معطيات تكنولوجية قابلة للخطأ في أي وقت، لذلك نرى أنه من الضروري استبعاد صفة الجريمة عن الحادث حتى لو كان من قبل طائرات التحالف ووصفه الصحيح يكون بالخطأ غير المقصود، خصوصا ونحن نعرف أن أتباع الجماعة الحوثية والصوالح اعتادوا تخزين السلاح في الأماكن الخطأ وغير العسكرية.
ولكن ما نفهمه مما يجري مؤخرا أن هناك رغبة ملحة لجماعة (أنصار الله) وصالح لجر أطراف أخرى للأزمة وخلق وضع محلي مناسب للتدخل الأجنبي فيها بعد أن ضاق الخناق عليهم ووجدوا انفسهم في وضع عسكري وسياسي صعب وغير ملائم لما يهدفون إليه، وأنه من الصعب عليهم الاستمرار في هذا الوضع الذي لن يؤدي حتما إلى استمرار هيمنتهم على الوضع كما حدث في البداية وصعوبة حصولهم على الدعم الذي اعتادوا عليه من حلفائهم من قبل، لذلك لابد من إيجاد وسيلة تدفع بالتدخل الدولي الذي يمكن أن يمنحهم شرعية غير موجودة ويمد في أمد احتلالهم اليمن ومنحهم وضعا سياسيا مستقبليا يرون أنهم بعيدون عنه في ظل الظروف الحالية... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية