العدد 2913
الأربعاء 05 أكتوبر 2016
banner
ارتفاع مستوى الضوضاء وخلل واضح في شبكة الطرق
الأربعاء 05 أكتوبر 2016

تسارع النجاحات في كل المجالات يقابله ترد واضح في قطاع الطرق والمواصلات حتى أصبحت كل شوارع البحرين لا تستوعب حركة المرور المتزايدة، ويوم الخميس الفائت عشنا أزمة مرورية خانقة امتدت من مدينة عيسى لغاية عذاري والمناطق المجاورة والسبب بسيط للغاية هو وجود معرض أو ما شابه ذلك في وزارة العمل الواقعة أصلا على شارع فرعي صغير ولكنه يمثل الشريان الأكبر والطريق الرئيسي لمدينة زايد وبعض من أجزاء المنطقة الصناعية بسلماباد. يومها كنت خارجا من لقاء وزير الداخلية بنادي الضباط  متوجها لمبنى الجريدة وانحشرت في الزحام لمدة ساعة ونصف، وكثير من الزملاء اشتكوا صعوبة الوصول إلى الجريدة لنفس السبب.
المشكلة أن البحرين تعاني اختناقات مرورية وانعدام التخطيط والتنظيم وتقاذف المسؤوليات بين الجهات المختصة، ومع ذلك نسمع ونقرأ باستمرار عن تنفيذ العديد من مشروعات الطرق وتوسعة التقاطعات بنجاح ومعايير جودة ومواصفات قياسية وكأننا نعيش في كوكب آخر ولا نرى الخطوط العريضة للمشكلة والتأثير الواضح على حياة الناس. لا أعرف كيف تتم دراسة تصاميم مسارات الطرق لوضع المواصفات اللازمة لها، وكيف يعاد ترتيب الشوارع لتحسين حركة السير، نحن نفتقد مسألة مهمة جدا سبق أن طرحتها في هذه الزاوية وهي عدم وجود مسح ميداني لاستطلاع الرأي العام وإجراء المقابلات مع المواطنين والمقيمين وقائدي المركبات من اجل ايجاد الحلول المناسبة ودراسة كفاءة الطرق والشوارع. فهل تقوم ادارة المرور ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بإجراء استبيان دوري يغطي كل شوارع المملكة من أجل إجراء التحسينات على الطرق والشوارع؟ لا أتصور ذلك والدليل وجود العلل الكثيرة في شوارعنا والخلطات الجاهزة التي يقدمها المقاولون الى درجة أن بعض الشوارع أشبه بقطعة بسكويت!
شوارع البحرين الرئيسية طاقتها الاستيعابية بدأت تنخفض بشكل ملحوظ مع التوسع العمراني وعدم وجود نظام وآلية للحد من الاختناقات المرورية، والغريب أن الجهات المعنية دائما تتحدث عن عالم وردي ونجاح وكفاءة عالية وندرة الاختناقات المرورية، والشيء الملفت للنظر أنها بدل تحسين حركة السير في منعطف مدينة عيسى الشهير الواقع على هايوي وشارع الشيخ خليفة بن سلمان وإيجاد حل للزحمة الخانقة وضعت “كاميرات” من منطلق شعار أعد النظر. كيف أعيد النظر والمشكلة ليست مشكلتي بل مشكلتكم ومشكلة التخطيط.
 لا يقاس نجاح المشروعات إلا بنجاح شبكة الطرق والمواصلات في أي بلد، وتأثيرها على حياة الناس، والبحرين تعاني اليوم من ارتفاع مستوى الضوضاء والازدحام وخلل واضح في شبكة الطرق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية