العمل التطوعي مسلك إنساني لا تحظى به إلا الدول المتقدمة المزدهرة ولا تُمارسه إلا الشعوب المتحضرة، ويرتفع مؤشر تقدم الأمم الإنساني والحضاري كلما ازدادت مساحة العمل التطوعي في مختلف المجالات. وكل مجتمع مهما كان حجمه يحتاج إلى وجود العمل التطوعي، كونه يؤازر جهود المؤسسات الرسمية والأهلية في توفير مجموعة من الخدمات الاجتماعية والإنسانية المتنوعة. إن الانخراط في العمل التطوعي لا يحتاج إلى أوراق رسمية أو أوقات معينة بقدر ما يحتاج إلى أن الشخص المتطوع يستطيع أن يُقدم ما لديه من الوقت المتاح لتقديم مشاركته في أي عمل كان، فدائمًا يكون أداء العمل التطوعي أفضل كثيرًا من أداء الموظف في أية مؤسسة.
وتكمن أهمية العمل التطوعي في كونه داعمًا ومساندًا للعمل الحكومي، ومن شأنه أن يُساهم في رفع مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها من خلال تعاونها مع المنظمات المجتمعية الأهلية، وكذلك من خلال التعاون مع المنظمات التطوعية الدولية التي تملك الكثير من القدرات المالية والتقنية والخبرات في مختلف المجالات التطوعية.
إن المجتمع البحريني زاخر بالجهود الإنسانية الخيرة التي تلتقي مع فعل الخير وتقديمه للآخرين بدون أي مقابل يُذكر، والكثير من هؤلاء يحتاجون إلى التهيئة والتدريب في شتى مجالات العمل التطوعي حتى يستطيع المتطوع أن يختار ما يناسبه من الأعمال التي يود أن يؤديها لمجتمعه. وعلى المؤسسات الإعلامية في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني أن تعمل على نشر ثقافة العمل التطوعي وتبين مدى أهميته بالنسبة للمتطوع وبلاده، وأن تكون هناك إدارة أو هيئة متخصصة لإدارة هذا العمل لجمع أكثر عدد من المتطوعين في مختلف المجالات الإنسانية المتنوعة.