إن شهر سبتمبر يضم اليوم العالمي للسلام، والسلام هو ما تسعى إليه دول العالم لتعيش في أمنٍ واستقرار، بعيدًا عن ويلات الحروب وتداعياتها، هذه الحروب التي عانت منها الشعوب. إن السلام يعني رفضًا تامًا للنزاعات والخصومات، وضدًا للحروب بين الأمم والشعوب. من أجل الأمن والاستقرار والعدالة والراحة النفسية لشعوب العالم خصصت منظمة الأمم المتحدة يومًا للسلام في ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر عام 1981م بموجب قرار رقم (36/67). وتم الاحتفال به في 1982م، وفي 2001م صوتت الأمم المتحدة بالإجماع على القرار (55/8282) بتحديد يوم 21  سبتمبر يومًا عالميًا للسلام.
إن جميع الديانات السماوية والدنيوية تدعو إلى السلام وتحث عليه، فالدعوة إليه جاءت في قوله تعالى في كتابه المجيد (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ). ومنذُ عام 2007م اتخذت الأمم المتحدة شعارًا في كل عام حيث كان شعارها الأول «إن السلام أسمى دعوة للأمم المتحدة». وتتابعت الشعارات في كل عام التي كانت تركز على حقوق الإنسان والديمقراطية ونزع السلاح وحق التعبير عن الرأي. وشعار هذا العام هو (أهداف التنمية المستدامة: بناء أحجار أساس من أجل السلام).
هذا اليوم يُمثل دعوة لكل المتحاربين في الشرق والغرب لأن ينتهزوا فرصة هذا اليوم للتوقف عن النزاعات والحروب فيما بينهم، وإعلان وثيقة وطنية للسلام تجرم اللجوء إلى السلاح في حسم الخصومات. في هذا اليوم نتمنى أن يحل السلام في منطقتنا العربية والعالم، في العراق وسوريا واليمن، وفي فلسطين وليبيا والصومال، وأن يبتعد النظام الإيراني عن انتهاج أسلوبه العدائي والطائفي ضد أقطار الخليج العربي وأمتنا العربية، وأن يُوقف عبثه وتدخلاته في شأننا الداخلي العربي، وأن يدرك النظام الإيراني حقنا في العيش بسلام وطمأنينة، وعليه أن يؤمن بحق الشعوب الإيرانية والعربية في أن تتقدم وتنهض بعيدًا عن التسلط الثيوقراطي.
لقد آمنت مملكة البحرين وقيادتها وشعبها بمبدأ السلام، كونه يُكرس قواعد الإخاء والمساواة بين البشر، ويقضي على فكرة التعصب، ويحقق العدالة، ويَنشر روح المحبة والوئام في المجتمع. ونصت المادة الدستورية (30 ـ أ) على أن «السلام هدف الدولة»، وهي مادة راسخة تحرص البحرين على تنفيذها في علاقاتها مع مواطنيها وملتزمة بها في علاقاتها مع الأقطار العربية والدول الأجنبية الأخرى، حيث إن السلام الوطني والعربي والإقليمي والدولي هدف استراتيجي لمملكة البحرين، وهي تؤازر كل الجهود التي تحقق السلام في ربوع الأرض لرخاء شعوبها.