بفضلٍ من الله تعالى وجهود الحكومة السعودية وقيادتها الرشيدة أتم حجاج بيت الله الحرام أداء مناسك حجهم في سلامٍ وأمن واستقرار. فمواسم الحج السابقة رافقتها أحداث مأساوية راحت ضحيتها أعداد من الحجاج الأبرياء، تسبب فيها النظام الإيراني الذي يستغل هذا الموسم في كل عام للترويج لأجندته الطائفية. وبرهنت القيادة السعودية كفاءتها وحكمتها وشجاعتها وحُسن تصرفها العقلاني مع النظام الإيراني الذي رفض التوقيع على اتفاقية الحج مما جعل موسم هذا الحج يشعُ نجاحًا ولم يتأذ أحد.
إن من أهم أسباب نجاح موسم الحج عدم استخدام السعودية وقيادتها فريضة الحج لتحقيق أهداف سياسية، وحرصت دائمًا على تنقية الحج من كل ما يُعكر صفاء الفريضة، أو يفقدها نقاءها، وروحانيتها الدينية، وأهدافها الشرعية النبيلة، ومعانيها الإنسانية الداعمة للتسامح والمحبة والمساواة والأخلاق الحميدة. لقد أرادت السعودية وقيادتها أن تعمل على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، وتوفير الأجواء الآمنة السياسية والروحانية والإعلامية والاجتماعية مما يُجنب الحجاج الانعكاسات السلبية التي يحرص أعوان النظام الإيراني على ارتكابها في كل موسم، وكان آخرها حادثة تدافع منى في شارع 204 في موسم الحج الماضي.
في كل عام يُخالف النظام الإيراني الأعراف القانونية والدولية والدينية، وفي هذا العام منع الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج. إن التصدي لكل من يعمل على تسييس الحج واجب وطني وشرعي، وأمني ودولي، كون الحج لا يخص أمة دون غيرها بقدر ما يخص الشعوب المسلمة لدول العالم أجمع، وما قامت به السعودية هو حماية استباقية لدرء تداعيات التسييس على الحجاج والأراضي السعودية وشعبها.
لقد استفادت السعودية وقيادتها من دروس مواسم الحج السابقة، لذا نجح حج 1437هـ بامتياز، وتعاملت مع محاولات النظام الإيراني تسييس الحج وعرقلة أهدافه باحترافية شهد لها الجميع بحُسن النتائج، بينما خاب مسعى النظام الإيراني ومشروعه الطائفي الذي أراده في الحج. إن هذا النجاح يؤكد أن ما يُحرك النظام الإيراني هو حُقده الدفين على العرب والإسلام.
كل عام وحجنا بخير، وشكرَا للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ووزارة الحج والعُمرة، وكل السواعد الوطنية السعودية التي تشرفت بخدمة حجاج بيت الله الحرام.