هذا ليس حديثا في المجال الرياضي منفردا أو السياسي منفردا ولكنه خليط من الاثنين، وهو ما يتعلق بما أوردته الأخبار من تأخير دخول أعضاء فريق نادي المحرق الرياضي لبنان بسبب ما يحويه جواز سفر الفريق من إشارات، كون لبنان مازال في حالة حرب مع الكيان الصهيوني مثلما الحال عند الكثير من أقطار الوطن العربي ويجرم التواصل مع هذا الكيان مثله مثل بعض أقطار الوطن الكبير.
أما إدارة نادي المحرق العريق وصاحب الإنجازات على الصعيد المحلي والجماهيرية الكبيرة فلم تبال بما عليه الحال من علاقة مع الكيان وموقف جماهير النادي الرافضة لتلك العلاقة، فأقدمت للأسف الشديد على الذهاب إلى الأرض المحتلة لملاقاة ناد فلسطيني هناك، وختم جوازات سفر أعضاء الفريق بعلامة صهيونية للمرور من المعابر المسيطر عليها من قبل الكيان، ولم تفكر في الاعتذار أو طلب نقل المباراة إلى بلد عربي آخر أو حتى عدم الذهاب حتى لو أدى إلى اعتبار ذلك خسارة للفريق، كون هذه الخسارة تمثل نصرا قوميا لها على الكيان، ولكن هذه الإدارة لم تفكر في شيء من هذا القبيل وأرسلت الفريق إلى هناك. ليس في بيتي من لا يشجع النادي، وأنا منهم بالطبع، ومن محبيه والراغبين له الفوز باستمرار وتحصيل الجوائز، ولكن هذا لا يعني السكوت على ما نراه عيبا في حقنا تمارسه إدارة النادي ومعها أعضاء الفريق الذين لم يرفضوا الذهاب، لذلك نعتقد أنهم جميعا على خطأ مبدئي سياسي ورياضي وأساءوا إلى الجماهير الكبيرة التي تتابع ما يجري في النادي وتتحسر حاليا على الحالة التي وصل إليها بسبب سوء الإدارة ربما التي منعت الفريق من الإنجاز مؤخرا وجعلت منه لقمة سائغة للفرق الأخرى.
الخسائر الأخيرة للنادي يمكن أن تغفر للجميع لأنها أمر يمكن أن يكون طبيعيا، وله أسباب داخلية لا نعلمها وكبوة يمكن أن تمر ويعود النادي لوضعه الطبيعي الذي نعرفه، ولكن الذاهب إلى الكيان الصهيوني أمر لا يمكن غفرانه ولا يمكن تبريره من قبل الإدارة وأعضاء الفريق.
في مصر التي لها علاقة دبلوماسية مع الكيان وفي عز نظام مبارك لم يكن أي فرد يجرؤ على الذهاب إلى هناك كونه سيطرد من التنظيم أو النقابة التي ينتمي إليها لو ذهب إلى هناك، أما عندنا فإن نادي المحرق صاحب الاسم الكبير لم يتردد في الذهاب إلى هناك وإعطاء الكيان فرصة لاستغلال هذا الذهاب إعلاميا وسياسيا، لذلك نقول إن هذه الإدارة لا تستحق البقاء على رأس النادي ويجب أن تستقيل أو تعزل... والله أعلم.