العدد 2892
الأربعاء 14 سبتمبر 2016
banner
نظام العراق على خطى النظام الصهيوني
الأربعاء 14 سبتمبر 2016

عندما قيل إن تنظيم داعش احتل الموصل والأنبار وغيرهما من المناطق العربية في العراق، حينها نزح الكثير من مواطني تلك المناطق إلى مناطق أخرى أكثر أمنا ومنها عاصمة وطنهم بغداد، ولكنهم منعوا حينها من دخول المدينة تحت الكثير من الحجج والتبريرات، بل طلبت سلطات المدينة منهم كفيلا يقطن في بغداد في موقف غريب من قبلها وكأنها تتعامل مع العراقيين بتمييز غير مسبوق، ولكننا لم نسمع في ذلك الوقت من منظمات حقوق الإنسان موقفا مناهضا لموقف النظام العراقي، وفي الوقت الراهن بدأ النظام العراقي السير على خطى النظامين الصهيوني والفارسي في تجريف الأرض العراقية من أهلها وإجبار المواطنين على ترك منازلهم وقراهم تحت الكثير من الحجج والذرائع ومنها الخوف من تنظيم داعش ومناصرتهم (أي المواطنين) لهذا التنظيم دون أن تحاول السلطات أن تتساءل لماذا يمكن أن يساند بعض المواطنين (لو حدث ذلك بالطبع) ذلك التنظيم.
يحدث الكثير حاليا للإنسان العربي في العراق، ربما ليس على أساس المذهب في أغلب حالاته، ولكن على أساس الموقف من التدخل الفارسي في العراق والهيمنة عليه من قبل فارس ومعها الولايات المتحدة الأميركية، ولهذا السبب تصمت المنظمات الدولية والشعبية المختصة بحقوق الإنسان عن ذلك الذي يجري هناك كونها لا تقوى على موقف يناهض السياسة الأميركية التي ترسم لها الطريق، والسبب وراء ذلك هو الشعار الوهمي الذي يرفع منذ سنوات، أي الموقف من “الإرهاب” وهي كلمة تبريرية للكثير مما أقدمت عليه أميركا حول العالم، لذلك توجه النظام العراقي الحالي هذا التوجه وبدأ يستخدم هذه الكلمة لتبرير هدمه مبادئ حقوق الإنسان العربي.
لا نظن في الحقيقة بوجود إرهاب اكثر مما فعله هذا التحالف “الأميركي الفارسي العراقي” حول العالم، والجميع يرى ما تفعله هذه الدولة حول العالم منذ عقود وتحت مسميات مختلفة، وفارس التي تمارس الإرهاب في إيران وتدعمه في كل ما تطاله يدها في العراق والخليج العربي، والنظام العراقي في العراق والذي يسحق حقوق الإنسان العراقي بدعم من فارس والولايات المتحدة، خصوصا ذلك الإنسان الذي يقف ضد التدخل الأجنبي في وطنه بكل أشكاله، ونسي الجميع الإرهاب الصهيوني بحق الشعب العربي الفلسطيني كون هذا النمط من الإرهاب امتد إلى أماكن أخرى ساهمت في التخفيف عن ذلك الكيان.
في هذا السياق نتمنى أن نرى محكمة حقوق الإنسان العربية قائمة حقيقية كي يلجأ إليها الإنسان العراقي مهضوم الحقوق وغيره من المواطنين العرب... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية