العدد 2889
الأحد 11 سبتمبر 2016
banner
العرب المفقودون
الأحد 11 سبتمبر 2016

“كيري ولافروف يبحثان الأزمة السورية في جنيف”، “كيري ولافروف يأملان التوصل إلى هدنة في حلب”، “بوتين وأردوغان يبحثان إرساء هدنة في حلب”، ومعظم عناوين الأخبار لا تختلف عن ما سبق، جميعها تقريبا تنقل ما يفعله الآخرون في سوريا أو عن سوريا، أما نحن العرب، أصحاب القضية الأساسيون بعيدون عن الحدث بعد أن وضعنا مصيرنا في يد غيرنا، الوحيد الذي له حضور في هذه القضية هو وزير الخارجية السعودي.
بغض النظر عما يطرحه الجميع حيال القضية المحورية، سوريا، في اجتماعاتهم أو الحلول التي يرونها، فالمهم في الأمر أن شؤوننا تخرج من أيدينا وتوضع في أيدي الأجانب ليحددوا ما يحدث عندنا وما علينا القيام به، وهل يحق للشعب العربي السوري أن يرتاح عدة أيام من الحرب والقتل في العيد لو فرضت هدنة مؤقتة أو لا، كل ذلك يبحثه الأجنبي وليس نحن، ولن نتطرق هنا لدور الجامعة العربية التي خلقت الأزمة في سوريا بتقاعسها في البداية، فهي مؤسسة أعجز من الفعل حتى في القضايا الأقل صعوبة فما البال في أزمة كهذه، وليس من المنطقي أن نلقي اللوم على النظام العربي أو الزعماء العرب لأن في ذلك ظلم يعم الجميع منهم، فما نراه أن بعضهم يريد فعل شيء ما، ولكن الآخرين يشدونه إلى الخلف بتقاعسهم وتخاذلهم.
هي مجرد خواطر وتساؤلات واستغراب لما نراه في الساحة العربية، فهل وصل نظامنا العربي إلى هذه الدرجة من السوء والضعف المؤدي إلى العجز الكلي عن الفعل والتغيير؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فمن المسؤول عن وصول هذا النظام إلى هذه الدرجة من التدني والعجز، هل هو الغرب الذي نعرف جميعا أنه عمل طويلا على ذلك ويريد له الدوام والاستمرار؟ وهو يريد وطنا عربيا غير قادر على المقاومة ويصارع بعضه البعض بدلا من أن يصارع عدوه، يريد نظاما عربيا مطواعا كما رأيناه في العقود القليلة السابقة، هل هو الإنسان العربي الذي سكت طويلا على مثل هذا النظام وعجز عن التغيير وعندما خرج للتغيير تركته مؤسسات السياسة الشعبية وحيدا في الساحة دون توجيه أو قيادة فدخلت عليه جهات كثيرة حادت به عن الطريق وفتحت الباب لكل من هب ودب للعمل معه وبدونه لتسرق حركته الشعبية وتحولها إلى أي شيء غير الأهداف التي خرج من أجلها؟ من المسؤول عن كل ما يجري في وطننا؟ من المسؤول عن جعل مصيرنا يحدد بيد غيرنا ونحن أعجز ما نكون عن مقاومته أو حتى مجاراته؟ مجرد تساؤلات بحاجة لإجابة... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية