العدد 2893
الخميس 15 سبتمبر 2016
banner
الحج بلا إيران... أمان 
الخميس 15 سبتمبر 2016

الفكرة الأساسية التي استخدمها ملالي قم وطهران لبناء جمهورية الخوف الإيرانية هي صناعة العدو لحشد الداخل المغيب حولها، وللأمانة إيران ليست أول من انتهج هذا النهج المخادع فقد صنع ستالين عدوا داخليا أطلق عليه شتى أنواع الصفات وأزهق أرواح الآلاف من مواطني الاتحاد السوفيتي تحت لافتة صناعة السلام المزعوم، كما احترفت الدولة النازية صناعة العدو الخارجي لتصفية المعارضين والدخول في حروب حتى انهيارها كدولة وفكر، وبعد انتشار تسجيل صوتي لآية الله منتظري نائب الخميني الذي كشف فيه عن إعدام 30 ألفا من السجناء السياسيين في عهد الخميني تصبح إيران أبرع من استخدم فزاعة العدو الوهمي لقمع العباد وتدمير البلاد وهنا أجد من المناسب أن أذكر أن ويكليكس كشفت أن ثروة خامنئي وحده أكثر من 30 ضعفا من ثروة الشاه في بلد يقبع أكثر من نصف الشعب فيه تحت طائلة الفقر والجهل والجريمة والفساد.
وبالعودة إلى الاستراتيجية العدوانية الإيرانية نجد أن إيران التي كانت تستغفل السذج بعبارات الموت لأميركا وإسرائيل أصبحت ترفع لواء العداء ضد العرب فقط وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وتنتهز الفرصة لتعكير صفو الركن الخامس للإسلام في كل موسم للحج، وتاريخ ايران مع الإساءة للحج زاخر بالتجاوزات والمحاولات الإرهابية لتهديد سلامة ضيوف الرحمن ولسنا هنا في صدد السرد التاريخي، إلا أن المحاولات الأخيرة قابلها حزم سعودي إسلامي يرفض تسييس الحج مما دفع إيران الى محاولة التمترس خلف المذهبية بالدعوة إلى تغيير الوجهة من بيت الله الحرام في تطور جديد وخطير، امتناع إيران عن إرسال مرتزقتها مع الحجيج إلى المشاعر المقدسة ساهم في استقرار موسم الحج هذا العام وشهد تنظيما ناجحا، أما حجيج المهجر من الإيرانيين بعدما منعت طهران مواطنيها من السفر للسعودية لقضاء هذه الفريضة الدينية فأعربوا عن سعادتهم بأدائهم هذه المناسك وأشادوا بتنظيم موسم الحج، كما أبدوا استياءهم من تصرفات النظام الإيراني، وخصوصا منع خامنئي مواطنيه من السفر للحج، حيث إن بعض الإيرانيين كانوا ينتظرون هذه الفرصة للقاء أقاربهم لأنهم لا يستطيعون العودة لإيران لأسباب سياسية، فكانوا يأملون أن تكون مكة أرض اللقاء المنتظر بينهم إلا أن خامنئي حال دون ذلك، والآن بعد النجاح الكبير لموسم الحج لابد للمسلمين من مناقشة جدوى وجود إيران في المنظمات والهيئات الإسلامية لاسيما بعد أن أصبح وجودها سببا في الشقاق بين الدول الاسلامية التي هي بأمس الحاجة إلى الوحدة.

رسالة أم إيرانية سجينة
أرسلت السجينة السياسية مريم أكبري رسالة إلى ابنتها جاء فيها: حبيبتي سارة.. للعام السابع وأنا لست جنبك حيث حرمني السجان أن أكون بجانبك لحظة خضوعك للعملية الجراحية ورفض السجان أن يمنحني ساعات وأنا تحت الحماية لأشاهدك في اليوم الأول من السنة الدراسية لأكون بجانبك لبضع ساعات، أنا أشعر بالخجل والحرج وأنا أطالب برؤيتك بينما السجناء تركوا أطفالهم من أجل تحرير شعبهم المكبل ولتحقيق هدف سام يؤمنون به وهم لم يعيشوا اللحظات الجميلة التي ترافق نمو أطفالهم، وكثير منهم استشهدوا وهم لم يروا حتى وجوه أطفالهم البريئة، لكنني فشلت في مقاومة غريزة الأمومة، أكتب هذه الرسالة لأصور جانبا من الظلم الذي يلحق بنا تحت حكم مجرمين يتخذون من الدين ستارا يخفي خلفه أبشع الجرائم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية