العدد 2866
الجمعة 19 أغسطس 2016
banner
ترامب... سياسة قلب الطاولة
الجمعة 19 أغسطس 2016

 ترامب.. سياسي محنك، سياسي عبثي، متطرف عنصري أم ماذا؟
انشغل العرب أكثر من غيرهم في رصد وتحليل كل تصريح أو إشارة أو ابتسامة أو نكتة تصدر عن ترامب المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، لم يعد دونالد ترامب دعابة أو شخصية انتخابية عابرة، فهو قد يفوز، كل شيء معقول في زمن اللامعقول، ترامب يغازل روسيا في سوريا في تحد واضح وصريح للسياسة الأميركية الظاهرية، واستراتيجياته المعلنة تعطي أولوية لمحاربة “داعش” وضمان موقع الأقليات، هذا الكلام عبّر عنه ترامب في خطابه الأخير بالقول إن هناك مذبحة ضد المسيحيين في سوريا والعراق، كما كان قد قال أكثر من مرة إنه معجب بالرئيس فلاديمير بوتين وهذا يعني دخوله المبكر الى أكثر ملفات الشرق الأوسط تعقيدا وهو الملف السوري، ترامب أيضا لوح بورقة القوة العسكرية الضخمة لضرب “داعش” في العراق التي قد تشمل 43 ألف جندي فهل يعود الاحتلال الأميركي للعراق بشكل صريح بعد حرب كان ترامب أحد معارضيها.
 كما ان ورقة إعادة التفاوض في الاتفاق الإيراني من دون إلغاء الصفقة النووية ملف ساخن آخر يلوح به ترامب فيبدو أن ما يريده الملياردير هو إعادة النظر بالعقود والصفقات وضمان أولوية للمستثمر الأميركي في السوق الإيراني وليس شطب الاتفاق كما تروج بعض وسائل الإعلام عن جهل أو تعمد، ولم يخرج ترامب من مظلة الكيان الصهيوني، فاسترضاء الكيان المحتل واليمين اليهودي بأي ثمن كان حاضرا بقوة في أغلب خطاباته رغم حديث ترامب عن العمل على اتفاق سلام إلا أنه يردد حق الكيان الصهيوني في توسيع الاستيطان في الضفة الغربية وتعهد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس في تحد واضح لمشاعر المسلمين في جهات العالم الأربع، أما في لبنان فيقول مستشار ترامب اللبناني الأصل وليد فارس إنّ مرشحه متمسك بالتعامل مع “حزب الله” كتنظيم إرهابي، وإنّ العلاقة مع السعودية ودول الخليج ستكون ممتازة لا بل هو يعد بتشكيل حلف “ناتو” عربي لن تكون لبنان عضوا فيه، كما أنه ألقى اللائمة على إدارة أوباما الحالية في الفوضى التي وصل إليها الشرق الأوسط خصوصا في العراق، وأشار إلى أن “القاعدة” كانت قد انهزمت هناك، لكن سحب القوات الأميركية وعدم إبرام أوباما اتفاق نشر قوات مع بغداد بدّد النجاحات.
وأشار ترامب اكثر من مرة إلى أخطاء المرشحة هيلاري كلنتون في ليبيا وهدد بكشف المستور وبهذا تحد للمؤسسات الأمنية الأميركية، وقال إن هيلاري كلنتون كانت الصوت القوي الداعي لضرب ليبيا واعتبر أيضا أن قراراتها أطلقت داعش في العالم، وذكر في خطابه أن داعش يعمل في 18 بلداً في العالم وهي معلومة استخباراتية تذكر لأول مرة بشكل صريح فهل هناك أجنحة أمنية أميركية تدعم ترامب، ولو أخذنا بنظر الاعتبار ما قاله اللبناني الأميركي وليد فارس مستشار حملة ترامب للشؤون الخارجية عن تصريحات ترامب السابقة عن منع دخول المسلمين الولايات المتحدة الأميركية حيث أكد فارس ان ترامب لم يكن يقصد أن لديه حالة عدائية ضد المسلمين، وأضاف أن ترامب طوّر موقفه بعد أن استمع لعدد كبير من الذين أعطوه النصيحة ومن الخبراء، فهو الآن كما قال في الخطاب يريد المشاركة مع الدول العربية الإسلامية في إيجاد استراتيجية مشتركة، من اللافت أيضاً أن ترامب أشار مرتين خلال خطابه إلى دور إيران في رعاية الإرهاب، وقال إن الاتفاق النووي وتسهيلات إدارة أوباما سمحت بضخ ملايين الدولارات إلى إيران، وهي بالتالي ترسلها إلى تنظيمات إرهابية، وقال إنه يجب فرض عقوبات على إيران في المستقبل، ما تقدم أبرز الملفات التي يلعب عليها المرشح المثير للجدل والتي تشير الدراسات والاستطلاعات الى أن حظوظه في الفوز تقارب 38 في المئة في أسواق الرهانات وفي حال تحققها فسيعني ذلك قلب الطاولة على موازين السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .