العدد 2836
الأربعاء 20 يوليو 2016
banner
الإرهاب الصهيوني غير موجود في الإسلام
الأربعاء 20 يوليو 2016


سنوات طويلة ونحن نوصف دائما بالإرهاب بسبب أية كلمة نقولها أو أي فعل نقوم به أو حتى من خلال لباسنا العربي كما حدث مؤخرا للمواطن الإماراتي في الولايات المتحدة الذي تم الاعتداء عليه بالضرب لمجرد لباس عربي كان يرتديه، ولكن الجميع صامت عن الإرهاب الصهيوني المنظم والنابع من التحريف الذي تم للديانة اليهويدية وهو التحريف الذي يسري حاليا وتتبعه الدولة الصهيونية في جميع ممارساتها بحق الشعب الفلسطيني بصورة خاصة والعربي بصورة عامة.
الإرهاب الذي تمارسه العصابات الصهيونية ليس مستجدا كما يحاول الغرب وغيره إلصاقه بالإسلام والمسلمين، حتى وإن كان بعض شباب المسلمين يمارسون نوعا منه، لأسباب كثيرة ليس هنا مجالها، إلا أن ممارساتهم تلك بعيدة عن حقيقة وجوهر الدين كما يعرفه المسلمون الحقيقيون، أما الإرهاب الصهيوني فهو قائم بصورة رسمية على ما يضعه قادتهم الدينيون من فتاوى تبيح لهم ممارسته بحق الغير وبالذات العرب والمسلمين وعلى الأخص منهم الشعب الفلسطيني، ولكن هذا الإرهاب يغض الجميع الطرف عنه وكأنه من المسلمات أو البديهيات المتفق عليها والمسموح بها، بل يصل الحال بالبعض إلى تبرير ذلك الإرهاب الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ ما قبل قيام الكيان الصهيوني من خلال العصابات التي كانت تمارس إرهابها على هذا الشعب من أجل تخويفه ودفعه لمغادرة أرضه ليغتصبها أبناء صهيون من كل آفاق الأرض، لذلك نرى الإرهاب له معايير مختلفة حسب من يمارسه.
ما يسمى بالحاخام الأكبر الذي تم تعيينه مؤخرا للجيش الصهيوني والمدعو “آيال كريم” يملك تاريخا طويلا من الفتاوى الدينية حسب تعاليم ما يعرفه من الدين اليهودي تحض على الإرهاب المنظم والمدعوم دينيا بصورة رسمية وليس بصورة فردية كما يحدث عند بعض الشباب المسلم، مع أن هذا الشباب المسلم يعيش ربما وضعا يختلف عن ذلك الذي يعيشه الصهاينة على الأرض التي اغتصبوها، ومع ذلك لم يتوقفوا عن ممارسة إرهابهم منذ قدومهم لهذه الأرض، لذلك قام جيش الكيان بتعيين ذلك الحاخام ليزيد بفتاويه إرهاب جنود الجيش الصهيوني بحق الشعب العربي الفلسطيني.
من فتاويه جواز اغتصاب النساء الفلسطينيات من قبل الجنود الصهاينة وقوله بعدم جواز التعامل مع الفلسطينيين على أنهم بشر وإنما كحيوانات وتبريره قيام جنود بني صهيون بتعذيب الفلسطينيين لانتزاع الاعترافات التي يريدونها، بمعنى أن إرهاب الجيش الصهيوني هو إرهاب رسمي وبفتاوى رسمية دينية يهودية، ولكن معارضوا الإرهاب في العالم صامتون عن ذلك وكأنه لا يحدث، وإنما يعرفون فقط إرهاب الآخرين ويلصقونه بالإسلام والمسلمين كما تحدث مؤخرا الرئيس الفرنسي “فارنسوا هولاند” وقال بالحرف الواحد “الإرهاب الإسلامي” في وصفه العمل الإرهابي الأخير في مدينة نيس، أما الإرهاب الصهيوني فمسموح به ومبرر عندهم.
ومن أجل أن يتم حبك مسرحية التعيين رأينا معارضة شكلية لتعيينه من قبل البعض في الكيان وفي الكنيست “البرلمان” وذلك لإخراج التعيين بصورة مناسبة والإيحاء بالديمقراطية التي يعيشها الكيان الصهيوني على العكس من الديكتاتورية التي تعيشها الأنظمة الإسلامية حسب الإخراج الذي تم، اما الجانب الآخر، وهم الفلسطينيون وقادتهم فهم في واد آخر مليء بالخلافات التي تصل إلى التقاتل أحيانا تاركين عدوهم يمارس هوايته في القتل والتشريد بحق أبناء شعبهم الذي من المفترض ان يكونوا مسؤولين عنه، فكل منهم له اجندته الخاصة وأهدافه التي أغلبها بعيد عن أهداف الشعب الفلسطيني... لا حول ولا قوة إلا بالله.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية