العدد 2835
الثلاثاء 19 يوليو 2016
banner
عن مؤتمر المقاومة الإيرانية
الثلاثاء 19 يوليو 2016

نظمت المعارضة الإيرانية مؤتمرها السنوي في العاصمة الفرنسية باريس في يوم السبت بتاريخ 9 يوليو 2016م بمشاركة أكثر من (100) ألف من أبناء الجاليات الإيرانية في العالم المناصرين لحركة المعارضة الإيرانية الذين شردهم وأبعدهم النظام الإيراني عن بلادهم الإيرانية برئاسة (مريم رجوي) رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وبحضور مئات الضيوف ونخبة من الشخصيات السياسية والفكرية من مختلف دول العالم. وناقش المؤتمر عددًا من الملفات السياسية منها (ملف الحريات العامة في إيران، الآفاق المستقبلية للتطورات الإيرانية في ضوء اتساع حركة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات والمدن الإيرانية والإعدامات المتزايدة بحق المناضلين والنشطاء السياسيين الإيرانيين من مختلف الأعراق، وما تتعرض له الشعوب الإيرانية من اعتداءات من قبل أجهزة النظام الإيراني). وأدان المؤتمر جرائم النظام الإيراني في العراق وسوريا واليمن وفي البحرين والمملكة العربية السعودية وأقطار الخليج العربي معربًا عن أمله في أن تتخلص إيران وشعوبها والمنطقة العربية والعالم من هذا النظام الذي يقود التطرف الديني تحت اسم الإسلام.
والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حزب تأسس في 21 يوليو 1981م في طهران وتم نقل مقره إلى باريس، وتترأسه مريم رجوي من عام 1993م. وعلى الرغم من دعم النظام الإيراني وتأسيسه ومساندته عددا من المنظمات الإرهابية والحركات الطائفية بهدف زعزعة الاستقرار وخلق الاضطرابات السياسية في البحرين والسعودية والكويت واليمن والعراق وسوريا ولبنان وعدد آخر من الأقطار العربية إلا أنه يُصنف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كحركة إرهابية. وهذا المؤتمر يتميز عن غيره من المؤتمرات السابقة بحضوره الوطني الإيراني والعربي المؤيد للمقاومة الوطنية الإيرانية وفي مقدمتهم الأمير تركي الفيصل ونخبة من المفكرين والسياسيين من الشرق والغرب، وهذا الكم والنوع من الحضور أضاف قوة وجودية وجهادية للمقاومة الإيرانية ضد النظام الإيراني، وهو ما أدى إلى إطلاق هذا النظام التهديدات ضد المقاومة وقياداتها الوطنية الذي يتبع سياسة الاغتيال لا الحوار مع معارضيه.
والنظام الإيراني منذ عدوانه الغاشم على العراق لثمانية أعوام (1980م ـ 1988م) شكل تحالفًا له طابع مذهبي مع النظام السوري (حافظ وابنه بشار) ومع نظام القذافي ومع بعض الأنظمة العربية حيث كانت أقدامهم في الأرض العربية وقلوبهم في طهران، بجانب ميليشيات النظام الإيراني في لبنان (حزب الله) والميليشيات المتعددة الأسماء في العراق والحوثيين في اليمن، إضافة لخلاياه النائمة في أقطار الخليج العربي. وهدف هذه التشكيلات المذهبية من سياسية وعسكرية ليس فقط خلق الاضطرابات والزعزعة والاستقرار في الأقطار العربية بل أيضًا محاولة تطويق نشاط المقاومة الوطنية الإيرانية ومنع توسيع تواجدها سياسيًا ونشاطها في المنطقة العربية. والعديد يعتقد أن النظام الإيراني من خلال اتصالاته السياسية مع الكثير من الأقطار العربية والدول الغربية يعمل من أجل الإسلام، وأنه الممثل الوحيد للشيعة في العالم، ولكن هذه الأهداف والعوامل تصطدم كثيرًا مع أهداف وأجندات توسع النظام الإيراني وتحقيق هيمنته على الأقطار العربية وخصوصا أقطار الخليج العربي، فأقطارنا العربية هي المستهدفة من هذه الهيمنة أولاً، والإسلام الذي لا يُفرق بين السنة والشيعة ثانيًا. وها هو النظام الإيراني الذي سرق ثورة الشعب الإيراني يقتل في البحرين والسعودية واليمن ولبنان وسوريا والعراق.
واليوم على العرب أن يقفوا مع المقاومة الوطنية الإيرانية الباسلة ويحتضن أهدافها ويدعم توجهاتها السياسية، هذه المقاومة التي قدمت الكثير من التضحيات وبنضالها الدؤوب استطاعت أن تستقطب كل قطاعات الجماهير الإيرانية والرأي العام العربي والعالمي إلى جانبها. فعلى القيادات السياسية العربية التي جربت التعامل مع النظام الإيراني أن تدرك خطورة هذا النظام، في كونه مصمما على إقحام المنطقة العربية مجددًا في حربٍ جديدة وقودها العرب والشعوب الإيرانية التي تعاني الأمرين من هذا النظام. والنظام الإيراني الذي تقوده مجموعة مُصابة بكل أمراض التاريخ وعُقده مصمم بسياساته وتوجهاته الفتنوية على أن يستمر في هذا الطريق حتى تحقيق أهدافه الطائفية في المنطقة العربية. ولصد هذه السياسة وتوجهاته لابد من تشكيل جبهة صمود وتصدِ عربية حقيقية، جبهة تتصف بالممانعة ضد اختراقات النظام الإيراني من الداخل والخارج، وأن تمد يدها وتتعاون مع القوى السياسية المناهضة لهذا النظام في الداخل الإيراني أو في خارجه.
مريم رجوي قالت إن خطر النظام الإيراني ليس على إيران وشعوبها (الفرس، العرب، البلوش، الكرد، الآذاريين) فقط، بل إن خطره يصل إلى مساحات جغرافية عربية عديدة، وأكدت مرارًا أن (استقرار الأمن والسلم الدوليين مرهون، حتما بإزالة نظام ولاية الفقيه من الوجود، وأنه آن الأوان أن يدرك العالم خطورة نظام ولاية الفقيه، ليس على الشعب الإيراني والمنطقة فحسب وإنما على الأمن والسِلم الدوليين وعلى العالم اجمع).
لقد ساند الأشقاء العرب العراق أثناء العدوان الإيراني، وتلقى النظام الإيراني شرَّ هزيمة في هذا العدوان الغاشم، وانتقامًا لذلك فقد شكل النظام الإيراني مجموعة من الجيوب الطائفية السياسية والعسكرية لحمل سلاح الفتنة والدس السياسي لتخريب المنطقة من أجل تفريسها وجعل مقدراتها في خدمة أهدافه. هذا ما يستدعي أن نقف مع المقاومة الوطنية الإيرانية ماديًا ومعنويًا وأهدافًا ونهجًا وتشكيل جبهة واسعة لاجتثاث هذه التشكيلات المذهبية من على أرضنا العربية.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .