العدد 2786
الثلاثاء 31 مايو 2016
banner
مقـــاطعـــة إســـرائيـــل
الثلاثاء 31 مايو 2016

في الوقت الذي تحن فيه قلوب البعض على هذا الكيان الصهيوني المحتل لأراضينا والغاصب لمقدساتنا وتدعو ألسنتهم إلى التعامل معه مثل أية دولة أخرى وإنهاء ما تبقى من مقاطعة حتى ولو كانت مقاطعة قلبية، تسعى  دول أخرى غير إسلامية لمعاقبة هذا الكيان أو لنقل تعامله بما يستحق، حيث تقوم بمقاطعته وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه جزاءً وفاقًا لسياساته العنصرية وانتهاكاته غير القانونية واللاإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
فقد نقلت الجزيرة نت عن عدد من الصحف الإسرائيلية الصادرة مؤخرًا تنامي حركة المقاطعة الدولية تجاه تل أبيب، وتزايد نسبة العداء لإسرائيل في الكثير من دول العالم.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” على سبيل المثال أكدت أن تقرير مراقب الدولة بإسرائيل يوسيف شابيرا كشف عن ثغرات كبيرة في مكافحة الحكومة الإسرائيلية حركة المقاطعة الدولية (بي دي أس) الآخذة في التنامي حول العالم.
واستعرض الكاتب هذه الثغرات ومن بينها: وجود حرب صلاحيات بين الوزارات ذات الاختصاص، والنقص البشري الذي يؤدي إلى عدم تنفيذ العديد من القرارات ضد حركة المقاطعة، والانقسام في الرؤية الحكومية الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع حركة المقاطعة، وهو ما أدى إلى تزايد حركة المقاطعة العالمية وخصوصا بعد حرب غزة الأخيرة “الجرف الصامد 2014”.
وبحسب تقرير مراقب الدولة، فإن نسبة العداء لإسرائيل آخذة في التزايد بصورة كبيرة في دول كثيرة حول العالم، خصوصا أوروبا، حيث بلغت نسبة العداء لإسرائيل بألمانيا 60 %، وفي الصين 66 %، وفي السويد 68 %، وفي تركيا 86 %، وفي هولندا 48 %، أما في إسبانيا فتصل إلى 56 %، وفي إيطاليا 50 %، وفرنسا 57 %، وروسيا 35 %، وفي الولايات المتحدة 32 % وفق الصحيفة ذاتها.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة “معاريف” إلى أن الفعاليات التي تقوم بها المنظمات الدولية المعادية لإسرائيل تسببت بأضرار كبيرة على صعيد نزع شرعيتها في دول مختلفة حول العالم باعتبارها دولة فصل عنصري (أبارتهايد) معزولة، كما تسببت بإعلان حملات مقاطعة أكاديمية وثقافية واقتصادية وتجارية.
يضاف إلى هذه الإحصائيات، استطلاع للرأي أجراه الباحث الأميركي فرانك لونش بأوساط الطلاب اليهود في الولايات المتحدة الأميركية، حيث جاءت نتائجه مخيبة لآمال إسرائيل، إذ كشف خلال مؤتمر إسرائيلي سري لبحث خطر المقاطعة الدولية عقد في القدس المحتلة في شهر فبراير أن 42 % فقط من هؤلاء الطلاب يؤمنون بأن إسرائيل دولة تريد السلام، و39 % يرون أن إسرائيل دولة تعيش وفق النموذج الثقافي الغربي، في حين يرى 31 % أن إسرائيل دولة ديمقراطية، و22 % يؤمنون بأنها عنصرية، وأن 21 % من الطلاب اليهود بالولايات المتحدة يرون أن واشنطن مطالبة بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين ودعمهم.
الكاتب الأميركي توماس فريدمان في مقال بصحيفة نيويورك تايمز يرى أن سبب هذه الحملة وهذه السياسات هو تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وخصوصا رفضه فصل إسرائيل عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، وعدم الوفاء بالتعهدات والتصريحات التي يطلقها بين فترة وأخرى، محذرًا الكاتب من أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى غرق إسرائيل وتحولها أكثر من أي وقت آخر إلى دولة ثنائية القومية يسيطر عليها متطرفون يهود، مؤكدًا أن إسرائيل في عهد نتنياهو تتحول من سيئ إلى أسوأ.
بطبيعة الحال، يتحدث فريدمان من دافع حرصه على الكيان الصهيوني، معربًا عن استيائه من تسبب نتنياهو في استقالة وزير الدفاع الجنرال موشيه يعالون رغم أنه حافظ على هيبة الجيش الإسرائيلي وسط بيئة محفوفة بمخاطر كبيرة، واستبدله باليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان الذي لا يجيد الفنون العسكرية، ولذلك شكل تعيينه صدمة لقيادة الجيش الإسرائيلي الذين لم يتوقعوا تخلي نتنياهو عن يعالون الذي يعد ركنًا من المؤسسة العسكرية.
وأعرب فريدمان عن تخوفه من وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد ليبرمان، مشيرًا إلى أنه سبق أن هدد بتفجير السد العالي في مصر، وأنه ندد بالإسرائيليين الذين ينادون بالخروج من الضفة الغربية ووصفهم بأنهم خونة، وأنه أشاد بالجندي الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص ضد شاب فلسطيني مصاب ملقى على الأرض بانتظار الإسعاف فأرداه قتيلا، وهي الحادثة التي كانت محلاً لانتقاد سلفه “يعالون” واعتبرها بمثابة فضيحة كان يجب ألا تحدث.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .