العدد 2775
الجمعة 20 مايو 2016
banner
اليمن عود على بدء
الجمعة 20 مايو 2016

كما قلنا وتوقعنا من قبل في هذه الزاوية فقد توقفت المحادثات أو المفاوضات الجارية بدولة الكويت بين الحكومة اليمنية المنتخبة وجماعة الانقلابيين من حوثيين وأتباع المخلوع علي عبدالله صالح، وهو ما ورد في تصريح عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني الذي كان أحد المحتجزين والممنوعين من مغادرة صنعاء بعد الاستيلاء عليها من قبل هذه الجماعة الانقلابية، فكما قلنا من قبل ان نهج المحاثات والطريقة التي تسير عليها وبالذات من قبل الجماعة الانقلابية كانت توحي بذلك ومن يتتبع سيرها يصل حتما إلى النتيجة الحالية بدون أدنى شك.
المشكلة تكمن في جهتين، الأولى هي الجماعة الانقلابية التي قلنا من قبل إنها تتبع طريق المماطلة وإطالة أمد المفاوضات وتفريع نقاط الحوار بطريقة تسلب بها المفاوضات من هدفها المطلوب وتعيق أي تقدم في سير المحادثات وتفرغها من مضمونها الطبيعي، وهذا حتما يدفع بالطرف الثاني الممثل للحكومة المنتخبة إلى ما وصل إليه مؤخرا من وقف ما يجري كونه لن يؤدي إلى نتيجة مهما طال امد الجلسات، أما الطرف الثاني فهو الوسيط الدولي الذي لم يستطع حتى الآن إجبار الطرف المماطل على الدخول في الحوار الجاد على أساس القرارات الدولية وربما وصل به الأمر إلى (تدليع) جماعة صالح والحوثيين على أمل أن يعودوا إلى الرشد والخضوع للحقيقة التي تقول إنهم لن يحصلوا على ما يريدون وإنهم حتما سيخضعون لإرادة الشعب اليمني الرافض لهم إما على الطاولة أو على الأرض.
هذه جماعة لا تعرف لغة الحوار ولا تعي المستقبل التي تدفع بالمنطقة نحوه ولا الهاوية التي تتجه إليها، بل ما نفهمه أنها تملك رؤية تعتقد بصحتها وقدرتها على تحقيقها حتى لو ناقضت إرادة الشعب أو على أقل تقدير الأغلبية الساحقة منه،  فالمهم عندها هي وضع نظام ولاية الفقيه موضع التنفيذ على الأرض اليمنية من قبل الجماعة الحوثية، أما صالح فهو يصر على الوجود ويبحث عن مكان بعد أن خلعه الشعب اليمني ورفض وجوده، بمعنى أن هذين الطرفين يسيران على عكس الاتجاه الذي يسير عليه الشعب اليمني وممثلوه الحقيقيون في جلسات الحوار وهم بذلك يبعدون أنفسهم عن هذا الشعب ويرفضون أن يكونوا جزءا منه ويرون أنفسهم جزءا من تكوين آخر غير هذه الأمة.
كل ذلك يؤدي إلى نتيجة حتمية، وهي ان الجماعة الانقلابية تسعى للنهاية وتحتاج إلى الضرب على الرأس ليعود إليها الرشد - إن كانت تملك شيئا منه – فهم يسلكون بهذا النهد طريق الدمار والتدمير وليس طريق الحوار والبناء والتعمير، فلغة القوة هي التي تنتج معهم مع أنها لغة صعبة ولا أحد يريد السير فيها، ولكن كما يقال (آخر الدواء الكي)،  بالتالي لابد من الكي ليستريح شعب اليمن وتنتهي المأساة التي يعاني منها.
حقيقة لابد من القوة في التعامل مع هذه الجماعة الانقلابية، وهي القوة التي جعلتهم يستنجدون في السابق ويحاول صالح ومن معه البحث عن مخرج ويرسل الوساطات لوقفها، وبعد ان توقفت بإرادة التحالف بدأ ومن معه في المماطلة والتسويف ظنا منه ومنهم أنها لن تعود، فهم كالفراشة التي تسير إلى النار لتقتل نفسها في نوع من الغباء السياسي والفكري الذي هم عليه.
هي دروس أخذوها من ألم فارس ويريدون تطبيقها على ما يجري في الكويت على امل الحصول منها على ما عجزوا عن الحصول عليه على الأرض... والله أعلم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .