العدد 2765
الثلاثاء 10 مايو 2016
banner
مستشارك الأسري لـ “الإدمان”
الثلاثاء 10 مايو 2016

تميزت حلقة “التعافي من الإدمان” في البرنامج التلفزيوني «مستشارك»، والتي عرضت الشهر الماضي بتاريخ 19 ابريل 2016، بطرح متوازن لقضية الإدمان على المخدرات، وفريق العمل بقيادة الإعلامي وليد الذوادي، تناول أهم الجوانب الاجتماعية والعلاجية التي يعاني منها مرضى الإدمان وأسرهم.
كل ما نتمناه، اهتمام المسؤولين بالجهات المختصة للمناشدات الواردة في البرنامج سواء من المدمنين أو المتعافين وذويهم، حيث وردت مكالمات لا حصر لها للبرنامج، القليل منها بث على الهواء مباشرة نظراً لضيق الوقت. شباب مدمنون لا تتعدى أعمارهم 20 عاماً يطلبون المساعدة ولا يعرفون الى أين يتجهون لتلقي العلاج والمساعدة.
المعاناة دفعت الكثيرين للتحدث بجرأة على الهواء مباشرة، مراهقون، وزوجات مدمنين، وفتيات تورطن في الإدمان، تحدثوا بحرقة مطالبين الجهات المختصة والمجتمع، بالالتفات لمطالبهم، هناك معاناة حقيقية في عدم توفر العلاج الشامل وبشكل صحيح يساعد المدمن على التخلص من إدمانه، وهو ما تطرقت إليه بشكل مفصل في مقالات سابقة. البعض اتصل ولا يعرف أين طريق العلاج، منهم شاب عمره (17) عاماً، أدمن بعمر (15) من خلال شراء المخدر من الآسيويين وحالياً امتنع عن التعاطي منذ ثلاثة شهور، ولا يعرف كيف يحمي نفسه من الرجوع للإدمان. مأساة أخرى «لزوجة مدمن سابق» اتصلت مساعدتها للتخلص من الادمان، حيث تعالج منذ فترة طويلة بالحبوب المهدئة والمنومات دون فائدة. فتاة في مقتبل العمر، اتصلت لتعبر عن معاناتها في العلاج وعدم توفر مكان خاص لعلاج الفتيات المدمنات، مما يضطرهن للعلاج في الخارج.
كما لاحظت من خلال الاتصالات أن الغالبية، لا تعرف جهات العلاج، وهذا يدل على وجود حاجة لنشر أرقام الخطوط الساخنة لعلاج الإدمان في الأماكن العامة والمدارس والتجمعات الشبابية ووسائل الإعلام. هناك جهات تبذل أقصى جهودها وبإمكانياتها المحدودة للأخذ بيد المدمن الى طريق التعافي مثل “زمالة المدمنين المجهولين، جمعية التعافي من الإدمان بالحد”. لكن الشباب والأسر لا يعرفون عنها.
في ختام الحلقة، ومن خلال مداخلتي الهاتفية، اختصرت الحديث بالإشارة الى الحل الوحيد والمناسب لعلاج جميع المشاكل والصعوبات التي يعاني منها المدمن والمتعافي وذووهم، سواء في مرحلة الإدمان أو التعافي، وهو تشكيل لجنة وزارية مكونة من وزارة الصحة، وزارة الداخلية، وزارة التربية والتعليم، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، هيئة الاعلام، اضافة الى ممثلين عن زمالة المدمنين المجهولين، وجمعية التعافي بالحد، وذلك لتحديد المشاكل الرئيسية ووضع خطط علاجية مشتركة من خلال التعاون والتنسيق بين الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني، تلك المشاكل لا يمكن حلها من قبل وزارة واحدة فقط، دون تعاون وتنسيق مع الوزارات الأخرى والمراكز الشبابية والأهلية، فالحلول الترقيعية والجهود الفردية نتائجها محدودة، ولا يستفيد منها الا القليل وبشكل غير كاف. في نهاية الحلقة اتفق جميع المشاركين على أن وجود مثل هذه اللجنة ضرورة لا غنى عنها لحل المشاكل والنواقص في الجوانب العلاجية والتأهيلية والتوعوية خصوصا لفئة الشباب المستهدفة، وكثير من الأسر التي تجهل كيفية حماية ابنائها، وطرق الوقوع في الإدمان وسبل الحصول على المخدر بين الشباب، وكيفية التعامل الصحيح مع ابنهم في حال وقوعه في الادمان. كل ما أخشاه ان تقف الجهود الحالية عند هذا الحد، دون تقدم أو مبادرة من الجهات المختصة لحل المشكلة بشكل جذري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .