العدد 2744
الثلاثاء 19 أبريل 2016
banner
نظام الملالي وسياسة التصريحات
الثلاثاء 19 أبريل 2016



حتى الآن لا يزال البعض يقع في فخ التصريحات الإيرانية التي تحمل طابعا إيجابيا في ظاهرها تجاه المنطقة، حتى أن البعض يصاب بالحيرة إزاء التصريحات المتضاربة التي تخرج من دوائر صنع القرار في إيران، بينما ينخدع الآخرون في التصريحات الإيجابية باعتبارها بوادر حسن نية من جانب طهران، دون أن يدرون أن سياسة التصريحات هي من الأسلحة المهمة التي تستخدمها إيران من منطلق الحرب النفسية التي تشنها ضد العالم العربي.
في حواره لإذاعة “سي بي اس” الأميركية على سبيل المثال، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده “لا تسعى إلى شن حرب ضد أي بلد”، وهو التصريح الذي رحب به البعض باعتباره إعلان حسن النوايا من جانب الرئيس الإيراني، لكن ما لا يدركه البعض هو أن الرئيس الإيراني اختير من قبل نظام الملالي، الذين يختارون ويحددون مسبقا من الرئيس الفائز قبل حتى أن تبدأ الانتخابات الرئاسية، لظروف الوقت؛ فهو شخص إصلاحي ومرحب به في العديد من الدوائر الغربية، باعتباره من التيار الإصلاحي، وكان نظام الملالي يرغب في إنهاء العزلة مع العالم، والانضمام للنظام العالمي بقيادة أميركا، ورفع العقوبات للتفرغ لبناء امبراطورية فارسية جديدة في منطقة الخليج العربي على ضفتي الخليج، ولم يكن ثمة شخص مناسب لخداع العالم أكثر من الرئيس حسن روحاني، الذي نجح بالفعل في إنهاء ملف العقوبات، التي أرهقت الجمهورية الإيرانية طويلا، بتوقيع الاتفاق النووي، والتصالح مع العالم.
الحقيقة أننا لسنا أمام دولة متعددة مصادر القرار أو لا صانع قرار فيها، كما يبدو للبعض، ولكنها سياسة الحرب النفسية، فعندما يطلق الرئيس الإيراني هذه التصريحات فهو لا يسعى إلا لتلطيف الصورة ليس أكثر والدليل على ذلك هو عدم إنكاره تصريحات من سبقوه ومن هم في نظامه بالفعل ومنهم وزراؤه ومرجعياته الذين باركوه رئيسا قبل انتخابه ومرروه من مجلس صيانة الدستور؟ فأين تصريحاتهم عن البحرين باعتبارها ولاية إيرانية، وأين تدخلاتهم في لبنان حين أطلق العديد من المسؤولين الإيرانيين التصريحات، وهو الأسلوب الذي يعتمد على خلق “حصان طروادة” في بعض الدول كالعراق ولبنان واليمن والبحرين.
وهل نسي العرب أو الرئيس الإيراني موقف بلاده الذي عبر عنه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني قبل ثلاث سنوات بقوله “على دول الخليج “الفارسي” عدم إعاقة طموحات إيران وإلا سنعيد العرب الى مكة كما كانت قبل 1500 عام؟” أو حديثه عن الكويت بما يمكن أن تفعله بعض خلايا بلاده النائمة المزروعة في المنطقة؟ أو حديثه الذي هدد فيه الأخيرة بقوله “إذا كانت الصهيونية الأميركية تحاول إسقاط الأسد فنقول لها بكل صراحة إذا سقطت سوريا اليوم فذلك يعني سقوط الكويت غدا وافهموها كما شئتم”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .