+A
A-

أداء مشرف ل“أحمر اليد” والشوط الثاني “نقطة الضعف”

علي مجيد
انتهت قبل أيام منافسات تصفيات الملحق المؤهل لأولمبياد البرازيل لكرة اليد والتي أقيمت في مدينة هيرنيج بالدنمارك وشارك فيها منتخبنا الوطني بجانب كل من (الدنمارك، كرواتيا، النرويج).
“أحمر اليد” بقيادة المدرب الجزائري عبدالجليل بوعناني استهل مشواره بلقاء المنتخب النرويجي وخسر بفارق 6 أهداف وبنتيجة (35/29) بعدما انتهى الشوط الأول متخلفًا بفارق هدف (16/15)، فيما لعب مباراته الثانية أمام كراتيا والتي سقط فيها بفارق 11 هدفًا وبنتيجة (33/22) بعدما انتهى الشوط الأول بالتعادل (14/14)، فيما اختتم مبارياته بلقاء صاحب الأرض والجمهور الدنمارك بخسارة بفارق هدفين (26/24) بعدما كان الشوط بالتعادل (12/12).
“البلاد سبورت” يستعرض في قراءة فنية لمجريات ما حدث “قبل وأثناء وبعد” مشاركة “الأحمر” في هذه التصفيات، وأيضًا يتواصل مع بعض عناصر الفريق لمعرفة أبرز التفاصيل من جانبهم.
ماذا حدث في 3 مواجهات؟
من خلال المباريات الثلاث التي لعبها رجالنا أمام (النرويج، كرواتيا، الدانمارك)، يتضح أمران لا ثالث لهما، الأول أن لاعبينا يستنزفون كل طاقاتهم البدنية والذهنية من خلال الشوط الأول وهذا ما يجعلهم يتألقون ويتعلقون أمام محترفي أوروبا ويخرجون بنتيجة التعادل كالمباراتين الثانية والأخيرة أو التخلف بفارق هدف كالمباراة الأولى أمام النرويج، والأمر الثاني يكمن بأن لاعبينا وبسبب الجهد الذي بذلوه في الشوط الأول فهو من الطبيعي يؤثر عليهم في الحصة الثانية “بدنيًّا وفنيًّا” وخصوصًا فنيًّا، لأن التأثير يكون ذهنيًّا بصورة أكبر في ظل الإمكانات الفنية مقارنة بلاعبي الخصوم.
فالملاحظ أن الشوط الأول للمباريات الثلاث يستطيع فيه منتخبنا أخذ زمام التقدم بالنتيجة عبر قوة وإحكام دفاعه وأيضًا نجاعة هجومه، ولكن في الجهة الأخرى للشوط الثاني، فالوضع وبشكل تدريجي تكثر في الأخطاء الدفاعية والهجومية ويعطي الأفضلية للخصم بأن يتحكم بالمجريات وينهي المباراة لصالحه، حتى في المباراة الأخيرة والتي كانت تبتسم لصالح لمنتخبنا بأن يحدث نتيجة “مذهلة” أمام المستضيف لم يستطع استغلالها في الدقائق الأخيرة بسبب الاستعجال وعدم التركيز.
غياب 6 عناصر وبطء التحضير
بلاشك أن غياب 6 عناصر “المصابين - المعتذرين” عن مرافقة “أحمر اليد” في هذه التصفيات قد أثّر بشيء أو بآخر على قوته، بعدما تم الاستعانة بأسماء جديدة لم تتواجد مع الأسماء الأساسية في أي محفل من المحافل التي لعبها سابقاً. فمنتخبنا افتقد لـ “علي حسين، محمد ميرزا، صادق علي، مهدي مدن” بداعي الإصابة، فيما الاعتذار وقف عثرة أمام كل من “علي عيد، علي ميرزا” للانخراط مع المنتخب، وفي المقابل تم استدعاء كل من “حسن عيسى، قاسم محمد، علي الخزنة، يوسف جعفر”. فالأسماء التي غابت بالإضافة للعناصر الأساسية المعروفة تعتبر هي الأبرز في الساحة المحلية والتي قادت الكرة البحرينية لمنصات التتويج الآسيوية والوصول للعالمية.
والأمر المؤثّر الآخر في مشوار منتخبنا، يكمن في بطء التحضير لهذه التصفيات المهمة، فالمنتخب بدأ تحضيراته دون وجود لاعبي النجمة الذين كانوا يخوضون منافسات البطولة الآسيوية للأندية التي أقيمت في قطر، وما إن رجعوا للبحرين فقد انخرطوا مباشرة لتدريب المنتخب ومن ثم سافروا لمعسكر الدانمارك، والأمر نفسه للاعبي الأهلي الذين لعبوا في منافسات البطولة الخليجية وعادوا بالإصابات، أي أنه لم يتسن للاعبي الفريقين الحصول على وقت كافٍ ليستعيدوا عافيتهم أو حتى لإحداث انسجام كافٍ للاعبين الجدد مع المجموعة الأخرى فضلاً عن تأخر انخراط محترفينا “حسين الصياد، جعفر عبدالقادر، جاسم السلاطنة”.
المحصلة النهائية
بقدر المكانة المرموقة التي وصل إليها منتخبنا في لعبة كرة اليد على الصعيد الآسيوي ووصوله لكأس العالم لأكثر من مرة، إلا أن الواقع كان يفرض نفسه قبل انطلاق هذه التصفيات، بأن مواجهة الفرق الثلاثة وخطف إحدى بطاقتي التأهل يعتبر صعبًا للغاية إن لم يكن مستحيلا، بسبب فارق الإمكانات البشرية والخبرات الواسعة التي تمتلكها وتعودها على مثل هذه الأمور والضغوطات التي تتطلب أكثر ثباتًا واتزانًا في النفس والأداء، ولكن المحصلة النهائية التي انتهت عليها “أداءً ونتيجة” تعتبر إيجابية وبقدر كبير وهي مشرفة بكل المقاييس لسمعة ومكانة المملكة وإيصال رسالة مهمة، بأن البحرين لديها سواعد وطنية خالصة استطاعت في سنوات قليلة أن تضع أقدامها أمام خصوم آسيوية وأوروبية ذات صولات وجولات عديدة وتقارعهم بكل قوة، وهي قادرة على الوصول لأبعد من ذلك مع السنوات المقبلة. والأهم من ذلك، يجب الاستفادة من هذه المشاركة ووضعها في الاعتبار للمرحلة المقبلة المهمة المتمثلة في كأس العالم في فرنسا 2017، كون منتخبات المونديال لا تقل شأنًا وقوة وتحتاج لأداء أقوى وذات نفس طويل حتى يستطيع “الأحمر” أن يؤكد جدارته بوصوله لهذا المحفل العالمي.