+A
A-

الأسد مستعد لانتخابات رئاسية مبكرة ويتهم تركيا بالقتال في سوريا

موسكو-جنيف ـ رويترز: نفى الكرملين امس الخميس صحة تقرير نشرته صحيفة “الحياة” عن تفاهم أميركي روسي بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت الصحيفة قد نشرت في عددها الصادر امس خبرا منسوبا لدبلوماسي في مجلس الأمن جاء به أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري “أبلغ دولا عربية معنية بأن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم على مستقبل العملية السياسية في سوريا من ضمنه رحيل الأسد إلى دولة أخرى.”
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف “الحياة نشرت معلومات لا تمت للواقع بصلة.” وأضاف “تتميز روسيا وتختلف عن غيرها من الدول لأنها لا تناقش مسألة تقرير مصير دول ثالثة سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو غيرها.”
الى ذلك، اعلن بشار الاسد انه مستعد لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال توفرت “رغبة شعبية” وذلك خلال مقابلة اجراها مع وكالة ريا نوفوستي الروسية ونشرتها وكالة الانباء السورية (سانا) أمس الخميس.
وقال الاسد “هل هناك رغبة شعبية بانتخابات رئاسية مبكرة، إذا كان هناك مثل هذه الرغبة أنا لا توجد لدي مشكلة. هذا طبيعي عندما يكون استجابة لرغبة شعبية وليس استجابة لبعض القوى المعارضة”.
واضاف “بالمبدأ أنا لا توجد لدي مشكلة، لأن الرئيس لا يستطيع أن يعمل دون دعم شعبي، وإذا كان لدى هذا الرئيس دعم شعبي فيجب أن يكون مستعدًا دائمًا لمثل هذه الخطوة”.
وهذه المرة الاولى التي يعرب فيها الاسد عن استعداده لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وجرت آخر انتخابات رئاسية في يونيو 2014 حيث اعيد انتخاب الاسد لدورة رئاسية جديدة من سبع سنوات بحصوله على 88,7 في المئة من الاصوات.
واكد الاسد في المقابلة التي نشرت على جزئين يومي الاربعاء والخميس “أستطيع أن أقول بالمبدأ لا توجد لدينا مشكلة، ولكن لكي نقوم بهذه الخطوة نحن بحاجة الى رأي عام في سوريا وليس رأياً حكومياً أو رأي رئيس”.
ويشكل مستقبل الاسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف التي اختتمت جولتها الاولى الاسبوع الماضي على ان تستأنف في التاسع من شهر ابريل. وتطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما يصر الوفد الحكومي على ان مستقبله يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.
وتتحدث خارطة الطريق التي تتبعها الامم المتحدة في مفاوضات جنيف عن انتقال سياسي خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهرا، من دون ان تحدد شكل السلطة التنفيذية التي ستدير البلاد او تتطرق الى مستقبل الاسد.
واضاف الاسد خلال المقابلة “الأفضل بالنسبة لنا في سوريا على ما اعتقد هو أن ينتخب الرئيس مباشرة من قبل المواطنين وليس من خلال البرلمان”.
واعتبر انه “كلما كان هناك مشاركة أوسع من قبل السوريين، كل من يحمل جواز سفر وهوية سورية، كلما كانت هذه الانتخابات أكثر قوة من خلال تأكيد شرعية الدولة والرئيس والدستور المشرف على هذه العملية”.
ويشمل ذلك، وفق قوله، “كل سوري سواء كان داخل سوريا أو خارج سوريا”. واشار في الوقت ذاته الى ان “عملية الانتخابات خارج سوريا هي قضية اجرائية ولا تناقش كمبدأ سياسي (...) ولكن كيف تتم هذه الانتخابات، هذا موضوع لم نناقشه بعد لأن موضوع الانتخابات الرئاسية المبكرة لم يطرح بالأساس”.
واوضح “هذا موضوع يرتبط بالإجراءات التي تمكن هؤلاء من المجيء إلى صندوق تشرف عليه الدولة السورية”.
الى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية امسعن الأسد قوله خلال مقابلة أجرتها معه إن جيش الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقاتل في سوريا.
ونقلت عنه الوكالة قوله إن “جيش إردوغان” يقاتل الآن في سوريا. وأضاف أن الشعب التركي ليس ضد سوريا وليس معاديا لها. وقال إن العلاقات مع تركيا ستكون طيبة إذا لم يتدخل إردوغان في الشأن السوري.
وقال الأسد إنه مستعد لاستيعاب المسلحين الراغبين في إلقاء السلاح حقنا للدماء في سوريا. وقال “بالنسبة لنا كدولة.. المبدأ العام هو أننا مستعدّون لاستيعاب كل مسلح يريد أن يلقي سلاحه بهدف أن نعيد الأمور إلى شكلها الطبيعي وأن نحقن الدماء السورية.”
وقال كذلك إن جلب قوات حفظ سلام دولية لسوريا غير منطقي ومستحيل لأن مثل هذه القوات تعمل على أساس اتفاقيات دولية وهذه الاتفاقيات يجب أن توافق عليها بعض الدول مشيرا إلى أنه لا يوجد في هذه الحالة سوى كيان واحد هو الحكومة السورية.