العدد 1630
الإثنين 01 أبريل 2013
banner
يوم السعادة العالمي
الأحد 05 مايو 2024

يوم السعادة العالمي هو آخر مخترعات الأمم المتحدة، حيث تم اتخاذ يوم 20 مارس الماضي ليصبح يوما للسعادة في العالم، وقام صاحب السعادة السيد بانكي مون بإلقاء كلمة جميلة تساعد الناس مجانا على تحقيق السعادة في حياتهم، وقال إن التراحم بين الناس يجلب السعادة.
وكانت دراسة لأحد المعاهد الدولية قد قامت بترتيب الدول من حيث درجة السعادة اعتمادا على معايير معينة حددتها، واحتلت الدانمارك، حسب ما علمنا، المركز الأول، بينما جاءت الولايات المتحدة في المركز الحادي عشر، وجاءت دول الخليج العربي في مراكز متقدمة نسبيا عن غيرها من دول الشرق الأوسط.
ولا ندري لماذا قامت الأمم المتحدة بابتكار هذا اليوم، ولا لماذا في هذا التوقيت تفتق ذهن مخترعيها عن يوم للسعادة؟ فهل لأن السعادة زادت في حياة الأمم ولابد من الاحتفال بها كما نحتفل بكل الأشياء الجميلة في حياتنا؟ أم لأن السعادة قد اختفت من حياة معظم شعوب الأرض بسبب الحروب والكوارث والأمراض؟ أم أن الأمم المتحدة أرادت أن تعرف إلى أي مدى بلغت التعاسة بالعرب والمسلمين بعد كل الذي تعرضوا له من مآس وحروب واحتلال على أيدي الدول الكبرى، أو من جراء الاضطرابات ومحاولات التفكيك التي يعانون منها بسبب المؤامرات التي أطلق عليها ثورات الربيع العربي؟.
أي سعادة تريد الأمم المتحدة قياسها وهي تعد مسؤولة أمام الله والتاريخ أنها ساهمت في تكريس الظلم والتعاسة التي تعاني منها الكثير من الشعوب خاصة الشعوب العربية والإسلامية؟.
لقد عودتنا الأمم المتحدة على الاحتفال بالأشياء التي تختفي من حياة الناس أو على الأقل التي تختفي من حياة العرب ولا يكون هناك أمل في عودتها مرة أخرى.
فيوم الغذاء العالمي معناه أن غالبية شعوب الأرض تعاني من أزمة غذاء، ويوم الأرض معناه أن الأرض قد فسدت وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، ويوم المرأة العالمي معناه أن المرأة تعاني الظلم والقهر، وحتى يوم الأم أو عيد الأم الذي يصادف الحادي والعشرين من مارس تم اختراعه في الأصل لإرضاء الأطفال اللقطاء الذين لا يعرفون لهم أما ولا أبا، وحتى يوم القدس الذي ابتكره الخميني قد تم اتخاذه بعد أن ضاعت القدس وتضاءل الأمل في عودتها.
أتمنى أن يأتي اليوم الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة باليوم العالمي للطائفية والصفوية والجهل والخيانة والظلم والغباء والطاعون والصهيونية والاحتلال والأسلحة النووية، لكي نتأكد أن هذه الأشياء قد ذهبت من حياتنا ولن تعود مرة أخرى.
من الأشياء المضحكة والمبكية التي نشرت في مناسبة يوم السعادة العالمي أن اليمن جاءت في مؤخرة الدول العربية من حيث السعادة على الرغم من أن اليمن كانت تسمى في الأدبيات القديمة باليمن السعيد.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .