العدد 1629
الأحد 31 مارس 2013
banner
فتوى جهاد النكاح.. أم فتوى تسيبي ليفني؟
الأحد 05 مايو 2024

أي عقل يمكن أن يصدق مدى التفاهة التي وصلنا إليها في إطلاق الفتاوى العجيبة أو تصديق هذه الفتاوى والمسارعة في العمل بها؟.
سمعنا من قبل فتوى إرضاع الكبير التي أطلقها أحد مشايخ الأزهر الشريف والتي تبيح للموظفات أو للنساء اللاتي يعملن في أماكن عمل مع الرجال أن يرضعن هؤلاء الرجال! وهي الفتوى التي لاقت رد فعل كاريكاتوري من الكثير من الرجال مثل وقوف طابور طويل من الرجال أمام إحدى الموظفات الجميلات ينتظر كل منهم دوره في الرضاعة قبل ممارستهم لعملهم.
والآن نسمع عن فتوى جهاد النكاح التي تحث الفتيات على الذهاب إلى سوريا، لا للتمريض أو التدريس ولكن لإشباع الحاجات الجنسية للمقاتلين!.
يبدو أن تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية سابقا أو فتاة الموساد الاسرائيلي سابقا هي التي أطلقت هذه الفتوى أو ربما أن الشيخ الذي أطلقها قد استند إلى تسيبي ليفني، فهي التي كانت تجاهد على هذه الطريقة وهي التي ضربت رقما قياسيا في الإجهاز على الرجال العرب بسلاحها الفتاك.
هل أصبحت فتيات الأمة جاهلات إلى الحد الذي يجعلهن يسارعن لإشباع الحاجات الجنسية للمقاتلين الذين يحاربون نظام بشار الأسد؟.
هل الإشباع الجنسي هو الشيء الوحيد الذي ينقص المجاهدين الموجودين على أرض سوريا الشقيقة؟ إذا كان هؤلاء المجاهدين سوريين، فأين نساؤهم ولماذا لا يمارسن دورهن الطبيعي المشروع في إشباع أزواجهن؟.
وإذا كان هؤلاء المجاهدين من خارج سوريا، فلماذا لم يأخذوا زوجاتهم معهم من بلادهم أو يتزوجون من أرامل سوريا اللاتي يسقط أزواجهن خلال القتال، وعلى اعتبار أن نساء سوريا أولى بهذا الجهاد من غيرهن؟.
لماذا لم يوجه المفتي العظيم فتواه إلى الرجال العرب العظماء الذين يجاهدون مع نساء سوريا الهاربات إلى بلادهم من جحيم الحرب، أقصد الذين يتزوجون نساء سوريا المهجرات بحجة التستر عليهن؟ لماذا لم يطلب من هؤلاء (المجاهدين) الذهاب مع هؤلاء النسوة إلى سوريا للجهاد هناك في ميدان الجهاد الحقيقي؟ أو على الأقل فرض مبلغ على كل (مجاهد) من هؤلاء كصداق لمن يتزوجها ويتم إرسال هذا المبلغ لشراء الغذاء والدواء للمقاتلين والمشردين السوريين؟.
أم أن الجهاد الوحيد الذي يرحب به الرجال والفتيات العرب هو الجهاد على طريقة تسيبي ليفني؟.
لقد أشفقت على وزير الشؤون الدينية التونسي وهو يجهد أعصابه ويعمل مهاراته اللغوية والذهنية لكي يبرهن على بطلان فتوى جهاد (النكاح) وعدم إلزامها للمجتمع التونسي ولمؤسسات الدولة التونسية، لأن الأمر لا يحتاج منه إلى كل هذا الجهد، حتى وإن هربت بعض الفتيات التونسيات إلى سوريا لكي (يجاهدن) هناك.
كما أشفقت أيضا وبنفس الدرجة على الفنانة السورية الشهيرة رغدة – رغم اختلافي مع موقفها السياسي – عندما هاجمها بعض الملتحين في القاهرة الأسبوع الماضي وأوسعوها ضربا عندما كانت تلقي قصيدة بعنوان “سوق النخاسة” تنتقد فيها زواج السوريات المهجرات إلى الدول العربية من رجال عرب بحجة التستر عليهن.
فالفرق ليس كبيرا بين الفتيات اللاتي قررن الذهاب إلى سوريا (للجهاد) هناك وبين الرجال الذين (يجاهدون) مع نساء سوريا في الدول العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .