العدد 1626
الخميس 28 مارس 2013
banner
الاعتداءات على المدارس... إلى متى؟
الأحد 05 مايو 2024

من الأمور العجيبة التي تحدث في بلادنا تلك الاعتداءات المتكررة على المدارس والتي وصلت حقيقة إلى رقم يدعو إلى الخجل، فقد وصل عدد هذه الاعتداءات إلى 154 اعتداء حتى يوم الاثنين 25 مارس 2013حيث كان آخر عمل من هذه الأعمال الجبانة والذي تمثل في قيام مجموعة من الملثمين باقتحام مدرسة الخميس الابتدائية للبنين وإلقاء عبوات حارقة على سيارة الشرطة الموجودة خارج المدرسة واحتجاز حارس المدرسة في غرفته!.
فلماذا المدارس؟ وما الذي يمكن أن يحققه هجوم هؤلاء الجبناء على مدرسة ابتدائية؟.
المعروف أن المظاهرات والاحتجاجات وأعمال العنف في كل الدنيا تستهدف أماكن أخرى غير المدارس،خاصة إذا كانت مدارس ابتدائية؟ فقد رأينا معلمين أو غيرهم يتظاهرون أمام مبنى الوزارة لزيادة الرواتب مثلا، أو طلاب يتظاهرون أمام المدارس لسبب خاص بالامتحانات أو حتى لأسباب سياسية، ولكن تكرار الاعتداء على المدارس على النحو الذي يحدث عندنا هو أمر لا مثيل له في العالم.
أنا لا أعتقد أن المدارس مقصودة بذاتها، ولا حتى العملية التعليمية ولا حتى العاملين بالمدرسة من معلمين أو غيرهم، فالإرهابي إنسان معدوم المروءة والأخلاق ولا فرق لديه بين تخريب هذه المدرسة أو تفجير ذلك المصنع أو قتل هذا الرجل الكبير أو ذلك الطفل البريء، فهو يريد أن ينتقم من المجتمع كله بأية صورة من الصور ويريد أن يثير البلبلة والخوف لدى الناس سعيا لابتزاز أجهزة الدولة.
ولذلك فالتفسير الوحيد المنطقي لعمليات الهجوم والتخريب التي تتعرض لها المدارس، هو أن عمليات الحراسة الخاصة بالمدارس هشة بشكل يغري هؤلاء الإرهابيين على تنفيذ عملياتهم الدنيئة والعودة سالمين على العكس من أماكن أخرى يمكن لأجهزة الأمن أن تحاصرهم فيها بسهولة؟.
إذا كان هذا هو السبب بالفعل، فالمسؤولية تقع على عاتق وزارة الداخلية وليس وزارة التربية والتعليم، وعلى وزارة الداخلية أن تكثف من دوريات الحراسة الخاصة بالمدارس وتتخذ إجراءات أكثر حزما في عمليات الحراسة هذه، والأمر متروك لأهله فيما يجب اتخاذه من إجراءات، فأهل الأمن أعلم بما يجب القيام به في هذا المضمار.
لا يجوز أن تقع كل هذه الاعتداءات التي سمعنا عنها وأصبحت حدثا روتينيا كل يوم دون أن يقع أحد من الإرهابيين في أيدي رجال الأمن ويقدم للمحاكمة.
صحيح أن الخسائر التي وقعت خلال هذه العمليات لا تذكر، ولم يسقط ضحايا من البشر خلال هذه الاعتداءات، وصحيح أن رجال الأمن خلال هذه الأيام لديهم مهام جسيمة كثيرة، ولكن لابد من إعطاء درس لهؤلاء الخارجين على القانون مهما كانت ضآلة الأضرار التي تحدث جراء هذه الاعتداءات.
لابد من عمل كمائن بشكل يتضمن عنصر المفاجأة لهؤلاء الخونة عندما يشرعون في إلقاء المولوتوف على المدرسة أو على أي من أفراد الحراسة المتواجدين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية