العدد 1594
الأحد 24 فبراير 2013
banner
نحتاج للمزيد من مجلس التعاون
الأحد 28 أبريل 2024

نعرف ونقدر جيدا مواقف دول مجلس التعاون الخليجي تجاه البحرين وأمنها واستقرارها،ونقدر ما قامت وتقوم به الشقيقات الخليجيات تجاهنا.
ولا ننسى أبدا نزول قوات درع الجزيرة إلى أرض البحرين في لحظة الخطر لكي تحفظ الأمن وتمنع سقوط المملكة في العنف والفوضى.
ولا نشك أبدا في إخلاص شعوب وقيادات الخليج ورفضهم لكل ما يحاك للبحرين من مؤامرات تسعى إلى جرها نحو الفوضى كمقدمة لإتمام مخطط إجرامي ضدها.
ولكن اقتصار الأمر على التضامن والرفض لما يجري وتبادل المعلومات الأمنية وكشف الخلايا الإرهابية لم يعد  كافيا  من وجهة نظري كمواطنة خليجية لضمان أمن الخليج كله وليس البحرين وحدها،مع كل التقدير والاحترام لأولي الأمر في جميع دول المجلس.
لقد تكررت كثيرا في سياقات وأحداث مختلفة عبارة “تورط جهات أجنبية في عمليات إرهابية أو تأسيس خلايا إرهابية في البحرين”
وما عرفناه مرارا من خلال ما يصدر من معلومات عن أجهزة الأمن أن التورط الخارجي ثابت في المحاولات الإرهابية التي كانت على وشك الحدوث أو تلك التي وقعت بالفعل.
ولنكن أكثر صراحة ونقول أن أكثر من دليل أعلن حول تورط إيران على نحو مباشر في محاولات هز استقرار البحرين،سواء إبان أحداث الدوار أوما بعدها،وبالتحديد من خلال المعلومات التي وثقها تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة البروفيسور محمود بسيوني،أو في الفترة الأخيرة والتي كان آخرها المعلومات والأدلة التي أعلنتها الأجهزة الأمنية بالمملكة بشأن تورط (جهات خارجية) في تأسيس خلية إرهابية ومشاركتها في التخطيط والتمويل والتدريب مما يؤكد ضلوعها في التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وتهديد أمنها واستقرارها.
 في ظل ما يعلن عنه من معلومات وفي ظل الأحداث الإرهابية التي تكررت أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية وبأكثر من وسيلة،مثل التفجيرات وعمليات الاغتيال المباشر لرجال الأمن أو عمليات التخريب،نريد موقفا موحدا وصارما لجميع دول مجلس التعاون في مواجهة الدولة التي يثبت تورطها في هذه العمليات داخل البحرين.
إذا كانت دولة أو دول تكن لنا كل هذا العداء وتسعى إلى ضرب استقرارنا وإلى ما هو أبعد من ذلك،فلماذا لا نواجهها رسميا وعلنا بما لدينا من أدلة؟ولماذا نقيم معها علاقات من الأساس؟
ألا نمتلك نحن شعوب وحكومات مجلس التعاون الخليجي من وسائل ما يجعلنا نمارس الضغط على غيرنا لنجبرهم على احترام سيادتنا وأمننا.؟
وهل سننتظر طويلا نحن أهل الخليج لكي يصبح لدينا جيشا موحدا ومسلحا بأحدث الأسلحة يكون درعا يشعرنا بالأمان ويجعل أصحاب المؤامرات الساعين للهيمنة يعيدون النظر في خططهم التي يرسمونها لحاضرنا ومستقبلنا؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية