العدد 1479
الخميس 01 نوفمبر 2012
banner
قرار وقف المسيرات
الإثنين 06 مايو 2024

 قرار وزير الداخلية بوقف المسيرات خلال المرحلة الحالية قرار موفق تماما وجاء في موعده،فقد فاض الكيل وتضررت المصالح وأصبح من الضروري أن تدافع الدولة عن هيبتها.
 أول وأهم شيء يحققه قرار الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة بوقف المسيرات هو الدفاع عن هيبة الدولة ومكانتها واعتبارها،وبالتالي إعطاء الإحساس بالأمن لفئات عديدة تتضرر من حالة الانفلات والتطاول التي مورست على مدى أكثر من عام،ومن بين هذه الفئات المستثمرين وأصحاب الأعمال بكافة مستوياتهم وكذلك المواطن العادي الذي فقد قدرا من الأمان وبدأ يخشى على حاضره،ذلك الإحساس الذي تجلى خلال مقولة سمعتها ولا أتذكر قائلها ،وهي:”كنا نخاف على مستقبل أولادنا،فأصبحنا نخشى على حاضرنا”.
 ضياع هيبة الدولة معناه أن يسرق السارق دون خوف من سيف القانون،ويقتل القاتل دون خوف من القصاص،ومعناه أن يداس شرف الشرفاء وتنتهك أعراضهم وتعود شريعة الغاب ويصبح الزعران والمجرمون هم سادة الناس.
 هيبة الدولة هي الأمان الاقتصادي والاجتماعي، وهي الرادع الأكيد لمن يستغلون مساحة الحرية للنيل من تماسك الدولة وبقائها بشكل تدريجي،فكلما يصلون إلى مرحلة يسعون إلى ما بعدها،لأن الهدف ليس مطالب اجتماعية أو سياسية، الوصول بالدولة إلى حالة من التخبط لتصبح كالسفينة التي تواجه الغرق في عرض البحر ،وتوصيل المواطن العادي إلى حالة من الخوف واليأس تجعله يقبل بأي وضع جديد.
 وإذا فرطت الدولة يوما بعد يوم في إجبار فئات معينة على الانصياع للقانون تتراكم الأفعال الخارجة عن القانون فتصل الدولة إلى محطة خطيرة،ويكون أمامها خيارين أحلاهما مر،فإما أن تشن حرب غير مضمونة العواقب من أجل استعادة هذه الهيبة،وإما أن تأخذ طريقها إلى التفكك والاحتراب الداخلي.
 لقد تعاملت وزارة الداخلية مع أعمال العنف التي وقعت قبل عام ونصف، وما تبعها من أحداث ،بأقصى درجة من الحكمة وضبط النفس، وقدمت شهداء ومصابين، ولم تنجر إلى ما انجرت إليه مثيلاتها في المنطقة وفي أعرق الديمقراطيات في العالم.
 وعلى الرغم مما حدث من تجاوزات خلال أكثر من عام مضى،وعلى الرغم من حالة الضجر التي اعترت غالبية المواطنين الرافضين لمهادنة من يخرجون على القانون،إلا أن ثقتنا التاريخية في حكمة القيادة وقدرتها على إدراك أهمية عنصر الزمن في كل قراراتها تجعلنا مطمئنين على مستقبل البحرين وقدرتها على تجاوز هذه المرحلة مهما كانت قدرات أصحاب النوايا السيئة تجاهها.
 نحن نؤيد،بل نشيد، بقرار الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة بوقف المسيرات حتى يستتب الأمن في البلاد،فالرسالة التي يريدها أصحاب المسيرات قد وصلت مرارا ،وباب الحوار مفتوح،والاستمرار في مثل هذه المسيرات في المرحلة الحالية ضد مصلحة المواطن وضد اقتصاد الدولة.
 ولكننا نقول للسيد الوزير أن الأهم من القرار هو ردع من تسول لهم أنفسهم الخروج عليه،لأن التهاون مع من يخرج عليه يمكن أن يخلق حالة أسوأ من الحالة الحالية والتي طالما تضجرنا منها.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية