العدد 1475
الأحد 28 أكتوبر 2012
banner
كـــلـــنــــــــا فداء للكويت
الإثنين 06 مايو 2024

ما جرى في الكويت الشقيق قبل أيام من احتجاجات،هو أمر يدعو للقلق،ليس فقط على الكويت كدولة خليجية شقيقة،ولكن يدعو إلى القلق على مستقبل دول الخليج الست بأكملها.
هذه الأحداث تبين بوضوح أن هناك يد معينة تصر على تفجير الفوضى في هذه الدول بأكملها.
وقد سبق لهذه اليد أن فعلت فعلها في البحرين وفجرت عنفا لم نر مثله من قبل،ولولا يقظة الأشقاء في المملكة العربية السعودية وفي بقية الدول لدخلت البحرين في دوامة لا يعلمها إلا الله.
وقد ذكرنا من قبل كثيرا أن سقوط أي دولة خليجية معناه سقوط الخليج بأكمله في أيدي أعدائه الطامعين فيه.
ولذلك فعلى دول الخليج الست أن تكون مدركة لحجم الخطر الذي يتهددها من خلال الطابور الخامس الذي زادت قدرته على تحريك الشارع من خلال استغلال أوضاع معينة يغلف بها خططه الساعية لمحو دول خليجية بأكملها من على الخارطة.
والشيء الذي يجب أن يعيه العقلاء بين أبناء الخليج أن المقصود من نشر الفوضى بين دول الخليج العربي ليس إسقاط الأنظمة أو التغيير الديمقراطي أو شعبنة الحكومات الخليجية كما يتم تصويره من قبل المنتفعين،ولكن الهدف هو إسقاط الدول الخليجية بأكملها في إطار ترتيبات جديدة تتآمر على الأمة العربية برمتها تحت عنوان الربيع العربي أو الربيع الاسلامي،وتسعى إلى صياغة المنطقة من جديد طبقا لمصلحة اللاعبين الكبار في العالم ومن أجل مصلحة إسرائيل.
نحن لسنا ضد حرية الرأي والتعبير،ولكن حرية الرأي والتعبير عندما تأخذ البلاد نحو الفوضى والخراب تتحول إلى معول هدم يقضي على الدولة برمتها،وما رأيناه في الكويت قبل أيام يقترب جدا من ذلك،والأمر واضح للجميع،فهناك إصرار من قبل الطابور الخامس الكويتي على الوصول بالبلاد إلى نقطة اللاعودة.
إذا لم تؤكد الدول الخليجية هيبتها في مواجهة رافعي الشعارات البراقة التي يراد بها باطل في المرحلة القادمة فسنتعرض جميعا للخطر،وعندما يتعرض بقاء دولة من الدول للخطر فلا مجال إلا للضرب بيد من حديد لكل من يسعى في خرابها.
ولو نظرنا حولنا لوجدنا أعرق الديمقراطيات في العالم لا تسمح بأي أعمال تهدد أمنها وتنال من هيبتها أمام العالم وأمام شعوبها،لأن هيبة الدولة إذا ضاعت،ضاع القانون وسادت الفوضى وعدم الالتزام،وأصبح الزعران والبلطجية سادة الناس وتكون هذه الحالة هي آخر محطة تسبق السقوط التام للدولة.
لابد أن يتعامل حكام الخليج مع الموقف الحالي في الكويت وفي البحرين على أنه قضية وجود وليس مجرد مناوشات أمنية أو كلاش سياسي طبيعي كالذي يحدث في كل أنحاء العالم،ولابد أن تتكاتف من أجل حفظ كيانها وبقائها،قبل أن يندم آخرها ويقول :”أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .