العدد 1447
الأحد 30 سبتمبر 2012
banner
أوباما وتسفيه المسلمين
الأحد 05 مايو 2024

الرئيس الأميركي هو آخر من يحق له التحدث عن العنف وانتقاده، لأن بلاده هي أكثر دولة في العالم قتلت الأبرياء وارتكبت جرائم حرب في العصر الحديث، وارجعوا إلى ذبح ملايين الأبرياء وهتك أعراض النساء في العراق، وارجعوا إلى دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني وهو يحرق أطفال فلسطين في غزة باستخدام الأسلجة المحرمة دوليا.
ومع ذلك فقد قام الرئيس أوباما بوصم العرب والمسلمين بالعنف والارهاب خلال كلمته التي ألقاها بالجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي ودافع، ضمنا، عن الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم،معتبرا هذا الفيلم يدخل في نطاق حرية التعبير التي يحميها الدستور الأميركي، حسب وصفه.
الرئيس الأميركي باراك أوباما – على ما يبدو - بدأ يستعد للانتخابات القادمة وبدأ التقرب لأصحاب اللوبي الصهيوني بتزييف الحقائق والبصق في وجوه العرب والمسلمين مجددا، وهو الذي بدأ حكمه بقراءة آيات من القرآن في جامعة القاهرة وإعطاء الكثير من الجرعات المسكنة لعقولنا.
أوباما الذي يحرم، هو وبلاده، التشكيك في الهولوكوست ويتعقب كل من تسول له نفسه المساس بها، يعتبر الاساءة لنبي الاسلام والاساءة لمشاعر ومقدسات مليار مسلم في أنحاء العالم نوعا من حرية التعبير. أليس نبي الاسلام مثل الهولوكوست يا سيد أوباما؟
الانحياز ضد العرب والمسلمين هو آفة السياسة الأميركية التي تضرب مصداقية الولايات لديهم، وهي التي تجعل الولايات المتحدة حكما غير عادل في أي قضية كانت، لأن رؤساء أميركا على مدى التاريخ يستمدون قوتهم الانتخابية من إرضائهم للوبي الصهيوني.
كلام السيد أوباما يبين أن قتل السفير الأميركي في دولة مثل ليبيا، التي لم تستقر أمنيا بعد، هو جريمة لا تغتفر للعرب والمسلمين أجمعين، وليس الفئة المنحرفة التي ارتكبتها، وبالتالي فهو يرى أن عدم التسامح سمة لنا جميعا وأن منطقتنا يستحيل تحقيق الديمقراطية الكاملة فيها في ظل هذه الحالة.
حادثة تعد فردية قام بها أفراد لا يعرف هويتهم أو أهدافهم أحد، راح ضحيتها رجل واحد، استحقت من رئيس أكبر دولة في العالم أن ينبح صوته بسببها تسفيها لأمة بأكملها، بينما قتل الملايين ظلما على أيدي قواته النظامية، مسألة طبيعية وكأنهم ناموس أو حشرات ضارة.
الأميركيون، إذن، حسب ما فهمنا من السيد أوباما، يملكون وحدهم حريتين، لا يحق لنا كعرب أي منهما، هما حرية التعبير وحرية القتل، فهم يسبون أقدس ما لدينا ضمن حرية التعبير التي يكفلها دستورهم، ويقتلون ما يشاءون دون أي مبررات إنسانية أو أخلاقية، أما نحن فلا يحق لنا أن نقاوم لأن مقاومتنا هي الارهاب بعينه،ولا يحق لنا أن نناقش الهولوكوست لأن حرية التعبير التي يكفلها دستورهم تتسع لسب الأنبياء ولكنها لا تتسع للتشكيك في الهولوكوست.
إننا في حاجة إلى أن نذكر السيد أوباما، خلال سعيه الحالي لاسترضاء اللوبي الصهيوني، أن أجهزة الاعلام الأميركية هي التي تولت خلال سنوات طويلة تشويه الاسلام والمسلمين، وهي المسؤولة عن خلق هذه الحالة من الكراهية المتبادلة بين الولايات المتحدة وبين المسلمين.
ونقول للسيد أوباما إن احترام بلدكم لن يتحقق لدى المسلمين إلا إذا احترمتم مقدساتهم كما تحترمون الهولوكوست وتوقفتم عن سياسة الكيل بمكيالين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .