العدد 1283
الخميس 19 أبريل 2012
banner
انتهاك حرمة سفارتنا في لندن
الإثنين 29 أبريل 2024


بعد وقت قصير من وقوع التفجير الإرهابي في البحرين، تعرضت سفارتنا في دولة كبيرة وعريقة في كل شيء لمحاولة إرهابية جديدة لا ندري دوافع من قاموا بتدبير هذا الحادث.
لم تقع خسائر في الأرواح أو أي خسائر، ومع ذلك فدلالات الحادث موجودة ويجب عدم تركه يمر مرور الكرام.
من حقنا أن نغضب عندما تتعرض إحدى سفاراتنا في الخارج لأي انتهاك من أي نوع، فالسفارة عبارة عن جزء من أراضي الدولة صاحبة هذه السفارة، وبالتالي فانتهاك سيادة السفارة في القانون الدولي يعد انتهاكا لسيادة الدولة صاحبة السفارة.
والأساس في العلاقات الدبلوماسية هو المعاملة بالمثل، فلا يمكن أن تنتهك دولة سيادة سفارة دولة أخرى دون أن يكون هناك رد فعل مماثل، وإذا قامت دولة معينة بطرد دبلوماسي تابع لدولة معينة دون أن يكون هناك سبب وجيه لذلك، فيمكن للدولة الأخرى القيام بتصرف مماثل.
ونحن في البحرين، دون مبالغة، نحترم سفارات الدول الأجنبية ونعطيها حقها من الرعاية الأمنية دون تراخ أو استهتار، بل إننا نحترم جميع المقيمين الأجانب على أرضنا، لذلك يغضبنا جدا أن تتعرض إحدى سفاراتنا لأي اعتداء.
حماية السفارة مسؤولية الدولة التي تتواجد على أرضها هذه السفارة طبقا للقانون الدولي، وعندما تتعرض أي سفارة لهجوم معين يعد ذلك إهانة للسلطات الأمنية لتلك الدولة وإهانة للدولة بكاملها، مهما توفر حسن النية والإخلاص والاجتهاد في حماية هذه السفارة، لأن هذا يعني أن هذه الدولة عاجزة عن حماية هذه السفارة، وهذا يسيء إلى صورتها لدى العالم ويؤثر على مصالحها واعتبارها لدى غيرها من الدول.
أما إذا كان هناك تراخ أمني أو سوء نية فيما يتعلق بحماية هذه السفارة فستكون المصيبة أعظم بطبيعة الحال، وقد يكون ثمن ذلك باهظا، وربما يصل إلى تدمير العلاقة بين الدولتين.
نحن نقول هذا الكلام بشكل عام بمناسبة الانتهاك الذي تعرضت له السفارة البحرينية في بريطانيا، ولكننا في نفس الوقت لا نريد أن نسبق الأحداث ونوجه أي نقد أو أي تهمة للدولة البريطانية بسبب ما جرى، لأن المعلومات ليست كاملة عن الموضوع، ولابد أن ننتظر رد السلطات البريطانية وتفسيرها لما حدث وما توصلت إليه جهات التحقيق، خاصة بعد إعلانها عن القبض على مرتكبي هذا الحادث.
نحن لا نريد أن نعطي هذا الحادث حجما أكبر من حجمه، ولكننا لابد أن نعرف من الذي يريد هز استقرارنا ويريد إظهارنا كدولة لديها مشكلة وأن مؤسساتها مستهدفة بسبب احتقان داخلي، كما نطالب برفع مستوى الإجراءات الأمنية حول سفاراتنا، وان تتدارس بريطانيا بشكل خاص مسألة منح حق اللجوء السياسي، الذي بدا واضحا وجليا حجم استغلاله من قبل أفراد للضرر بمصالح البحرين وسمعتها.
لو كان هذا الحادث قد وقع على أراضي دولة غير مستقرة أمنيا، لهان الأمر، ولو كان في دولة تعيش صراعات مسلحة أو حرب، لكان حادث كهذا واردا ومنطقيا في ظل الأحداث الاستثنائية التي تعيشها تلك الدولة، ولكنه وقع في بريطانيا، تلك الدولة المتقدمة في كل شيء، والتي تمتلك من وسائل التأمين والكشف والرقابة ما لا تملكه دول أخرى كثيرة.
ولهذا فنحن غاضبون ونحتاج إلى تفسير من السلطات البريطانية حول الانتهاك الذي تعرضت له سفارتنا في لندن.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .