العدد 1278
السبت 14 أبريل 2012
banner
هذه هي إيران... وهذا هو وجهها الحقيقي
الإثنين 29 أبريل 2024

زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة هي زيارة استفزازية بكل المقاييس، فليس هناك أي سبب أو أي مناسبة حاليا لكي يقوم نجاد بهذه الزيارة للجزيرة التي اغتصبتها بلاده منذ العام 1971، سوى استفزاز شعوب وحكومات دول الخليج العربي بكاملها.
نجاد أراد توجيه رسائل تهديد واضحة لأهل الخليج أجمعين وليس الامارات وحدها، ويتضح ذلك من الكلمة الاستفزازية التي ألقاها على هذه الجزيرة مستعرضا عضلاته على دول الجوار التي يلوم عليها لأنها تنتقد سياسات إيران وتدخلها في الشؤون الداخلية لها.
هذه هي إيران وهذا هو وجهها الحقيقي، أحمدي نجاد جاء خصيصا ليسمعنا اسطوانته المشروخة حول ما يسميه بالخليج الفارسي، ويوجه تهديداته تصريحا وتلميحا لدول الخليج العربي.
كل ما تقوله إيران حول الوحدة الاسلامية كذب وتقية، فإيران هي إيران الصفوية مهما استخدمت الاسلام للتأثير على عواطف البسطاء والعملاء.
إيران دولة تريد فرض هيمنتها على المنطقة وتريد أن تساوم العالم من خلال هذه الهيمنة، ومن خلال إقناعها للعالم الذي يحاصرها أنها تستطيع أن تفعل ما تشاء في الخليج العربي وتستطيع أن تضر بمصالح هذه الدول في المنطقة.
كيف نصدق قادة إيران وهم الذين يضربون كل المساعي السلمية والقانونية لحل النزاع حول الجزر الاماراتية الثلاث، وهم الذين قبلوا من قبل أن يفعلوا كل ما يجب نحو تهدئة الأجواء وتمهيد المسرح لتقبل الحل القانوني للمسألة؟ أليست هذه الزيارة محاولة من نجاد وحكومته لتثبيت الوضع الراهن وإرسال رسالة غير مباشرة لكل من يهمه الأمر مفادها أن هذا الوضع لن يتغير؟ ولماذا ذكرنا نجاد خلال هذه اللحظات بالذات بحكاية الوثائق التاريخية المزعومة حول فارسية الخليج العربي؟ نجاد قال إن الثقافة الفارسية كانت هي السائدة في العالم منذ بضعة آلاف من السنين وأنه من الطبيعي أن تكون تسميات الأماكن مرتبطة بهذه الثقافة، فماذا يقصد بالتأكيد على فارسية الخليج في هذا التوقيت بالذات؟ هل أراد أن يثبت فارسية الجزر الاماراتية الثلاث، التي تحتلها بلاده، من خلال إثبات فارسية الخليج بشكل عام؟ أم أراد تهديد العالم كله من خلال التأكيد على أحقيته في امتلاك الخليج كله والتحكم فيه؟ إننا نوجه في هذه المناسبة رسالة إلى كل الدول العربية لكي تقوم بما يجب القيام به تجاه المواقف الايرانية العدائية المتكررة تجاه الامارات والبحرين والسعودية وتجاه الشعب السوري، خاصة أن نجاد كرر موقف بلاده المشبوه تجاه هذا الشعب المظلوم وخلط بين سوريا كشعب وبين النظام السوري الذي يقتل شعبه.
وفي الوقت نفسه نوجه رسالة إلى نجاد وحكومته ونقول لهم ان أمرين يجعلان الشعوب العربية خاصة شعوب الخليج العربي لا تصدق ما تقولونه حول الوحدة الاسلامية وحول علاقات الجوار، الأمر الأول هو احتلالكم لأراض عربية في الوقت الذي تسكبون فيه دموع التماسيح على القضية الفلسطينية وتقدمون أنفسكم للبسطاء في بلادنا العربية على أنكم رعاة هذه القضية، والأمر الثاني انكم وقفتم بكل ما تملكون ضد إرادة الشعب السوري واعتبرتم أن سوريا هي النظام السوري فقط لا غير وساعدتم بكل ما تملكون في قمع السوريين الساعين للحرية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية