العدد 1274
الثلاثاء 10 أبريل 2012
banner
رسالة ود ومحبة لسمو الشيخ خليفة بن علي
الإثنين 29 أبريل 2024

شكرا لك أيها الرجل الطيب على مشروعك العظيم، مشروع البر الذي أنشأته ورعيته في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لمثل هذه الأنشطة المخلصة المجردة من الأهواء والأطماع، ونحن معك بما نستطيع لدفع هذا المشروع إلى الأمام، بل وندعو الجميع للبذل والعطاء كل حسب مكانه وإمكانياته لكي يؤتي ثماره المرجوة.
نعم، لابد من كلمة شكر على الأقل، فعندما تجد شخصا يخصص وقته للتطوع وعمل الخير ويحاول بعث الروحانيات والحب والتعاون بين أهل هذا الزمان، فكأنك وجدت كائنا فريدا، فقد أحسسنا أن الاهتمام بالروحانيات وصلة الرحم انقرض من حياتنا كما انقرض الغول والعنقاء والخل الوفي.
كان الناس فيما مضى يستمعون للخطب الدينية التي تحض على بر الوالدين وصلة ذوي القربى والعطف على اليتامى والمساكين، ولكنهم منذ فترة طويلة حرموا من مثل هذه الدروس، فقد أصبحت الدروس الجديدة كلها سياسة وكلها تحريض على الصراع والحرق وعقوق الوطن.
أصبح رجال الدين كغيرهم منخرطين في الصراعات والانتخابات وفي صناعة المولوتوف، فضعفت الروحانيات وماتت وكفنت ودفنت، وأصبح الناس في حاجة ماسة لهكذا مشروعات تحفزهم وتأخذ بأيديهم إلى الخير.
إذا قامت جمعية معينة بمساعدة الناس أو تحفيز عواطفهم وبعث مشاعرهم فبعد قليل ستجد الهدف أيضا هو السياسة، فالمطلوب أن نحصل على أصوات الناس في انتخاب معين، أو دفع الناس التحرك لخدمة أهداف محسوبة. ولكن العمل الخيري المجرد من أي أهواء سياسية لم يعد موجودا بدرجة كبيرة في حياتنا.
الجميع يركض خلف المادة والجميع يتحدث في السياسة وإن وجد وقت زائد بين هاتين فهو يبحث عن متعة أو صفقة أو زيجة مستعارة.
ولكن في وسط الضجيج اليومي الذي نعيش فيه، وفي وسط هذه الصراعات وطغيان المادة وهيمنة أفكار العولمة وزيادة التفكك الأسري وغياب الكثير من القيم النبيلة، يأتينا من يذكرنا بما ضيعناه من أخلاق وقيم، فهذا شيء بلا شك يبعث فينا الأمل ويحتم علينا أن نقف إلى جواره.
مشروع البر الذي بدأه سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة جاء كالشمعة التي تشق ظلام الليل وتحاول تبيان الطريق رغم شدة الظلام.
نعم رغم شدة الظلام، ساد العقوق وأهمل الأبناء الوالدين وسط سرعة الحياة والسعي المحموم للحصول على الفرص أو بالأحرى خطف الفرص من أيدي الآخرين.
النفوس علاها الكثير من الصدأ خلال صراع المادة المرير ولم تعد تقبل على البر من دون تذكير وتحفيز، فهي تحتاج مثل هذا المشروع الذي رعاه ذلك الرجل بكل تفان وإخلاص متجردا من أي رغبة في الوجاهة او سعي لتحقيق هدف سياسي.
وإن من واجبنا جميعا أن نشارك بالقول والفعل في تعميق ثقافة رد الجميل في هذا المجتمع، لأن هذا من شأنه أن يساعد على تعميق الولاء والانتماء لهذا الوطن ويزيد من الترابط بين أبنائه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية