العدد 1266
الإثنين 02 أبريل 2012
banner
سماحة الشيخ انتقل إلى التصويب على الصحافة 1-2
الإثنين 29 أبريل 2024

سماحة الشيخ، بعبقريته اللغوية وإجادته لفنون الكلام، يلوم الصحافة لأنها انتقدت صمته الطويل حول ما يجري في سوريا من قتل وتعذيب لشعب مسلم، ونسي أن الصمت يضعه في معسكر واحد مع صامتين آخرين من دول وأفراد، مع إيران ومع أنصارها في المنطقة.
الشيخ قال للمصلين إنه لا يوجد في كلامه حرف واحد يبين تأييده للشبيحة ولرجال النظام السوري في قتلهم للشعب السوري، وهو يعرف أن المشكلة كانت في صمته وليس في كلامه، والصمت لغة ليس لها حروف رغم بلاغتها في كثير من الأحيان.
كلامكم حول سوريا ليس فيه ما يدينكم أمام القانون أو أمام الناس لأنكم لم تتكلموا أصلا يا سماحة الشيخ، أما صمتكم فأنتم تعرفون أكثر منا هل يدينكم أمام الله أم لا؟
الصمت عن القتل في سوريا هو مساندة للقاتل، والدعوة لقتل الشرطة في البحرين هي أيضا مساندة ودعم للقاتل، لأن الشرطة في البحرين لم تقتل ولم تعذب ولم تغتصب أحدا، فلا فرق إذا بين السكوت عن الظلم وبين الدعوة إليه.
الذين قاموا بحرق سيارات الشرطة وقتل وحرق رجال الشرطة يعتقدون أنهم في مهمة مقدسة وأن ما قاموا به من جريمة هو جهاد في سبيل الله لأن الشيخ صور لهم الشرطة بشكل مباشر أو غير مباشر على أنهم العدو وأن سحقهم واجب ديني.
والشاب الذي يلقي بزجاجات الملتوف على الشرطة أو على الأبرياء يعتقد أنه يزداد قربا إلى الله ويحاول أن يثبت للشيخ أنه - من بين من يجلسون بين يديه - يستمع القول فيتبع أحسنه ويحول الأقوال إلى أفعال.
سماحة الشيخ منزعج من الصحافة ويحرض المصلين على الصحافيين من بعد ما حرضهم على رجال الأمن بقولته الشهيرة “اسحقوهم...”، رغم ان ما يقوله كل كاتب هو تعبير عن قناعاته ورؤيته الخاصة وتحليله الشخصي للأمور، على العكس ممن يرتقون المنابر ويتكلمون من حيث تكلم الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلامهم يجب أن يكون خاليا من سوء النوايا ومن التحريض، لأنهم يعرفون كيف تصنع خطبهم بعقول البسطاء وتنسف ما يريده الوطنيون الساعون لوحدة الوطن.
الدولة تضع المناهج وتصيغ الرسائل الساعية إلى جعل البحرين فسطاطا واحدا، وأنتم في خطبة واحدة تنسفون كل الجهود وتصرون على وجود فسطاطين.
الذي يعرف أن كلمته مقدسة عند أتباعه، ويعرف أن كلمته يمكن أن تتسبب في قتل أو حرق، يجب ان يفكر كثيرا قبل أن يقول هذه الكلمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .