العدد 1262
الخميس 29 مارس 2012
banner
لا بديل للوحدة الخليجية
الإثنين 29 أبريل 2024

خلال الفترة الماضية كثر الكلام حول الاتحاد الخليجي المأمول إقامته خلال المرحلة القادمة، خاصة بعد قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الرياض، ونتمنى أن تكون هناك خطوات عملية محسوسة خلال المرحلة القادمة على طريق إنجاز هذا الحلم الذي أصبح ضرورة ملحة.
كل الفعاليات وكل الإعلاميين وكل الشعوب الخليجية رحبت بالوحدة، فالجميع يشعر بالقلق أكثر من أي وقت مضى في ظل ما يجري في العالم، وفي ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية حاليا والتي تلقي بظلال كثيفة من عدم اليقين حول مستقبل المنطقة العربية والاتجاه الذي ستسير فيه كل دولة، خاصة الدول التي وقعت بها الثورات ولم تصل بعد إلى بر الأمان.
في محاضرة له بجمعية الوسط العربي الاسلامي، قال الدكتور محمد سعيد إدريس رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري ان دول مجلس التعاون ستكون معنية بإعطاء قدر أكبر من الاهتمام لمشروع مجلس التعاون الخليجي وتطويره والبحث عن حلفاء أو شركاء جدد ضمن إطار إعادة ترسيم خرائط التحالفات على مستوى الإقليم وتمكين دول المجلس من أن يكون لها دور أساس في إدارة شؤون الإقليم، والأهم في إدارة تفاعلات وتداعيات ربيع الثورات العربية والتحول من إدارة رد الفعل إلى إدارة الأفعال في محاولة للحد من تداعيات تلك الثورات وتوجيهها قدر الإمكان في الاتجاه الذي يخدم مصالح الدول الخليجية”.
وتنبأ إدريس بظهور خريطة تحالفات إقليمية جديدة بعد سقوط حلفاء مهمين لدول الخليج، وأوضح أن مفهوما جديدا لأمن الخليج سوف يفرض نفسه تدريجيا في ظل تصاعد مصادر التهديد الداخلي لتتساوى او تفوق مصادر التهديد الخارجي، وأن أمن الخليج الذي ظل سنينا طويلة معتمدا على الحليف الخارجي لن يبقى كذلك ولكنه حتما سيتغير ليعتمد على القوة الذاتية والأمن الجماعي.
لابد إذا من تحول مجلس التعاون الخليجي إلى كيان فاعل في المنطقة ولن يتسنى له ذلك إلا بالوحدة الكاملة وبقدرة دوله مجتمعة على تحقيق الأمن الجماعي ودرء التهديدات التي أصبحت واضحة أكثر من أي وقت مضى.
المخاطر التي تواجه دول الخليج العربي هي مخاطر عامة، وليست متعلقة بمملكة البحرين وحدها، وما جرى في البحرين هو مجرد ناقوس خطر للجميع.
ولن تشعر شعوبنا بالأمان إلاّ إذا اتجه قادة هذه الدول إلى بناء قوة عسكرية كبيرة وتسليحها بأحدث الأسلحة.
فعلى الرغم من الدور الذي قامت به قوات درع الجزيرة في درء الخطر الذي كان محدقا بالبحرين، إلا أن هذا لم يكن ضمن آلية معروفة ومحددة سلفا للقيام بمهام معينة ولكنها جاءت كرد فعل تلقائي فاستطاعت أن تقوم بمهتمها على قدر ما تملكه من قوة وعتاد، قياسا بحجم الخطر الذي كان موجودا، ولكن لا أحد يدري كيف سيكون الخطر القادم وأين سيكون وهل تستطيع قوات درع الجزيرة التصدي لخطر وارد من الخارج أو الدخول في صراع مسلح طويل مع طرف آخر مسلح أم أنها مجرد قوات نظامية تشبه قوات الأمن الداخلي.
قادة دول مجلس التعاون لم يعودوا في حاجة إلى دليل أن الورقة الطائفية في دول المجلس أصبحت تستخدم بشكل أكثر وضوحا وأصبح اللعب على المكشوف أكثر من أي وقت مضى، ويعرفون كيف تغيرت الأمور في المنطقة، فهل سنرى تحركا عمليا نحو تحقيق الوحدة خلال الفترة القادمة؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية